بقلم : حسين أبو هاشمتعير الأجهزة الأمنية أهمية كبيرة للتحقيق، لأنه من يجمع المعلومات ويكشف الخلايا والشبكات ويطفئ النار قبل أن يشتد لهيبها، وهناك وسائل متنوعة يستخدمها جميع المحققين لا بد من كشفها، منها:1- أسلوب الصديق المساعد : ويبدو المحقق هنا رجلا وديعًا، صديقًا ليّنًا، إنسانيًّا متعاطفًا، يمدح المعتقل ويدافع عنه وكأنَّه صديقه، ويصرخ في وجه الجلادين الذين عذبوه، ويطلب له الطعام والشراب واللباس والعلاج، ثم يتوجه إليه بلسان يقطر بكلام كأنه الشهد المصفّى، طالبًا منه أن يرحم نفسه وجسده، ويريح أهله الذين يفتقدونه، ويطلب منه يعترف ثم يحلف الأيمان ويعطيه وعدًا وعهدًا أنه سيساعده ويقف بجانبه حتى يخرج من سجنه، فإذا أصرَّ المعتقل على موقفه بعدم الاعتراف قال له : اعترف بأشياء بسيطة مما فعلت ولا تعترف بكل شيء مما فعلت.فإن أطاعه خسر كلَّ شيء. أسلوب الإقناع بالعقل:حيث يعمد المحقق إلى ضبط نفسه وفتح حوار هادئ مع المعتقل، ويسرد له قائمة بالمعلومات التي تثبت أن المحقق يعرف كل شاردة وواردة عنه، وأنه يقوم بواجبه استنادًا إلى جملة من الحقائق التي لا يأتيها الباطل، فالقضية واضحة ومكشوفة، ولا سبيل إلى التهرب أو الإنكار، وأنَّ الإصرار على عدم الاعتراف يعني مزيدًا من التعذيب النفسي والجسدي، ومن غير المعقول أن يستمرَّ العذاب وتكلفة إيقافه كلمة واحدة هي ( أعترف ). يتبع