الأستاذ محمد خير موسى
في الطّريقِ إلى فتحِ مكّةَ حينَ مرَّت كتائبُ المسلمينَ أمام أبي سفيانَ؛ مرَّت كتيبةُ الأنصارِ وكانَ حاملُ لوائها سعدُ بن عبادة رضي الله عنه فالتفتَ إلى أبي سفيان قائلًا: “اليوم يوم الملحمة، اليوم تُستحلّ الكعبة، اليوم أذلّ الله قريشًا”، فبلغَ ذلك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: “بل اليوم يوم المرحمة، اليوم تُعظّم الكعبة، اليوم أعزّ الله قريشًا” وأصدرَ أمرًا بنزعِ اللّواءِ من سعدِ بن عبادة ودفعهِ إلى ولده قيس بن سعدِ بن عبادة رضي الله عنهما.
- لا ينبغي أن يحملَ الرَّايةَ ويتقدّم الصّفوف ويقودَ المجاهدينَ أو يتحدّث باسمهم من فهمَ الجهادَ قتلًا واستحلالًا للحرماتِ وإذلالًا لخلقِ الله تعالى.
- ينبغي التّصدّي لكلّ مَن يشوّه شعيرةَ الجهاد أو يضرّ بسمعةِ القضايا العادلة دونَ تأجيلٍ أو تأخيرٍ؛ فإنَّ تصويبَ المفاهيمِ في الأزمات وعندَ تداخلِ المفاهيم في المعاركِ المصيريّة لا يقلّ أهميّةً عن خوضِ المعاركِ العسكريّة الحامية.
- الجهادُ في سبيلِ الله تعالى شُرعَ لتحقيقِ العدلِ وإرساءِ الرَّحمةِ وتعظيمِ الحُرماتِ وإعزازِ النَّاس وإعلاء كرامةِ الخلائقِ أيًّا كانوا.
- معالجةُ الأخطاءِ في وقتِ الحروب تحتاجُ حكمةً بالغةً وموازنةً دقيقة بينَ عدمِ السّكوتِ على الخطأ ومعالجتِه بطريقةٍ لا تُحدثُ بلبلةً في الصّفّ أو شرخًا وتنازعًا لا تحتملُه المرحلة، لذا نزعَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم اللّواء من سعدٍ ولكن حتّى لا يتسبّب ذلك في بلبلةٍ بينَ الأنصارِ ـ وسعدٌ من ساداتِهم ـ دفعَ اللّواء إلى ابنه قيس رضي الله عنهما فتحقّق المطلوبان معًا؛ تصويب الخلل وعدم إثارة البلبلة.