تقرير: محمد ضياء أرمنازي
تأتي العطلة الصيفية بعد عام دراسي حافل في الجهد والتعلم، ومع بداية الإجازة الصيفية يكون الشغل الشاغل لدى معظم العائلات كيف سيمضي أطفالهم هذه الإجازة؟ وكيف يمكن أن يستغلوا هذه الإجازة في أشياء مفيدة تبعدهم عن الجلوس ساعات طويلة أمام شاشة التلفاز أو شاشة الكمبيوتر؟ وتبعدهم أيضاً عن اللعب في الشارع، الذي أصبحت خطورته أكبر بكثير مما كانت عليه سابقاً، بعد استهداف النظام لجميع الأحياء السكنية بالقنابل والصواريخ.
وهنا تأتي أهمية النوادي الصيفية، التي تعبر عن حالة حضارية وثقافية وعن مدى اهتمام المجتمع بأجيال المستقبل التي تشكل ركيزة أساسية في التقدم والتطور، فهذه النوادي مجالاً حيوياً في تنفيس وتخفيف الخوف والتوتر الدائم عند معظم الأطفال.
ولأهمية دور النوادي الصيفية، زارت صحيفة حبر حسام الدين سلخو منسق مشروع (امرح وتعلم) في مدينة حلب الذي ترعاه مؤسسة ارتقاء ومنظمة بلد.
“تكمن أهمية النوادي الصيفية في توجيه وتنظيم العطلة الصيفية للطلاب، وملء فراغهم بأشياء مفيدة بطريقة مختلفة عن أسلوب تعليم المدارس.
نشرف على خمسة نوادي صيفية يرتادها 716 طالب وطالبة من الصف الأول حتى الصف الثامن ضمن ثلاث ساعات في اليوم، تعطى فيها المواد الرئيسية كالرياضيات والعربية والإنجليزي، بالإضافة إلى مواد الأنشطة والقيم، ويمكن دعم النادي بمواد أخرى كالفيزياء والكيمياء والقصص المفيدة.
ويفترض أن تضم هذه النوادي الصيفية خططا ومشاريعا ترفيهية خارج النادي، كالذهاب إلى المسابح والحدائق أو الغابات، لكن بسبب القصف المستمر تلغى مثل هذه النشاطات الخارجية).
وتضيف الآنسة فاطمة جبل التي تدرس مادة القيم في نادي أجيال النصر:
(الأطفال بحاجة إلى مواد ترفيهية من أجل الترويح عن أنفسهم في هذه
الظروف بالذات، وأنا من جهتي أعمل على استخلاص القيمة المستهدفة من القصص التي أرويها للأطفال من خلال تفاعلهم معي).
وقد قمنا أيضاً بزيارة إلى مديرية التربية الحرة، والتقينا مع نائب مدير التربية الأستاذ أحمد زكور.
(للنوادي الصيفية أهمية كبيرة بالنسبة إلى الطلاب، والهدف الأول منها الترويح عن هذا الطالب من عناء عام دراسي كامل، وعما كان يعانيه من قصف وضغوطات نفسية، والأمر الثاني وجود هدف علمي، فهناك نسبة كبيرة من الطلاب قد فاتهم الكثير من المواد العلمية بسبب القصف أو النزوح، ومن خلال هذا النادي الصيفي يمكن أن يستدرك الطالب ما فاته من هذه المعلومات.
وقد قدمت (44) مدرسة على مشروع نادٍ صيفي إلى مديرية التربية، لكن هناك بعض المدارس التي تأخذ رواتبها من بعض المنظمات، وقد استمرت بعض هذه المنظمات بدعم مدارسها فلم نعطِ تلك المدارس طلب الموافقة على النادي الصيفي، فهي حكماً عندها نادي صيفي.
أما بالنسبة إلى النشاط فيمكن أن يكون نشاطا حركيا ورياضيا بكافة أنواعه، وممكن أن تكون عبارة عن نشاطات ذهنية يقوم بها المعلم كل حسب اختصاصه.
أما بالنسبة إلى دعم هذه النوادي، فالمديرية ليس لها ميزانية خاصة بها، ونحن لا نستطيع أن نقدم شيئا ماديا وعينيا إلا إذا قدمت لنا، وهذه النوادي إن جاءها دعم من الجهة التي كانت تدعم المدارس فإننا سوف نعطي هذه النوادي حقها من هذا الدعم.
أمَّا ما نستطيع تقديمه إلى تلك النوادي من أمور علمية، هو متابعتها وزياراتها من قبل الموجهين الموجودين عندنا، وتقديم الإرشادات العلمية والتربوية من كافة الاختصاصات،
ونرجو من جميع المؤسسات والمنظمات العاملة في محافظة حلب التعاون مع مديرية التربية في كل الأمور الخاصة بالتعليم؛ لأنَّ المديرية أصبح عندها المعلومات الكافية والإحصاءات عن جميع المدارس التي يمكن أن تكون بحاجة إلى مساعدة من إحدى المؤسسات الداعمة).
لكن بالرغم من كل إيجابيات هذه النوادي، يبقى عدد كبير من الأطفال في الشوارع وفي أماكن اللهو المضرة، ويبقى النادي المكان الأمثل الذي يحرص على احتواء الأطفال والشباب وحمايتهم من الانحراف، من خلال إشغالهم بأمور مفيدة تنمي قدراتهم ومواهبهم بطريقة علمية، وتحقق لهم المتعة، وتساعدهم في التعبير عن أنفسهم، وتصحيح سلوكهم، وتدعم نموهم الجسمي والعقلي.