“لم نأخذ أي سلة إغاثة منذ رمضان الماضي إلى الآن رغم توزيع حصص إغاثة على جميع المهجرين من مختلف المحافظات في مدينة إدلب، وهناك أسر غنية من أهل مدينة إدلب تأخذ سلة إغاثة كل شهر، ونراها كيف تباع لتجار المعونة ونحن نحرم منها؟!” هكذا تكلم أحد مهجري مدينة حلب.
قامت صحيفة حبر الأسبوعية بزيارة مكتب مهجري مدينة حلب في مدينة إدلب الجديد، والتقت مع (أبي أحمد الحلبي) أحد أعضاء الفريق المكون من خمسة أشخاص وقد قال:
“نلاقي صعوبة في العمل، فلا يوجد عندنا لابتوب لأتمتة المعلومات المطلوبة. باقي مكاتب المهجرين من مختلف المناطق يأتيهم دعم من مختلف الجمعيات والمنظمات، إلا مكتب مهجري حلب، أعتقد أن السبب هو إهمال المنظمات في سرمدا والدانا بسبب الخلاف بينهم وبين مديرية الإغاثة، والدليل أن الدعم يأتي لمهجري مدينة حلب خارج مدينة إدلب.”
يضيف (مصطفى الأحمد) رئيس لجنة مهجري حلب: “تشكلت هذه اللجنة منذ شهرين تقريباً، لكنني طرحت تشكيلها على مجلس مدينة إدلب منذ خمسة أشهر ، لكن المجلس ماطل بالموافقة، فتأخر التشكيل.”
هل حُولت لوائح أسماء أهل حلب من المراكز إلى مكتب حلب؟
“نحن استغنينا عن هذا الأمر، وقمنا بإجراء إحصاء كامل للمدينة منذ الشهر 11 من خلال كادر تطوعي، وقمنا بعمل دورة استكمالية في المراكز للتواصل مع الأشخاص المقيمين لكي يراجعوا هذا المركز.
وقد قمنا برفع لوائح أسماء لعائلات لها معايير خاصة لكي تستفيد من منظمة بنفسج”.
قمنا بزيارة (أبي محمود) المدير التنفيذي لاتحاد جمعيات إدلب الذي قال:
“جميع مكاتب التمثيل للمناطق المختلفة في إدلب وُزِّع لهم من خمس إلى ستة توزيعات منذ رمضان إلى الآن، حُرِم منها أهل مدينة حلب بسبب تقصيرهم في إنشاء (داتا) لهم.
الآن أصبح هناك مكتب لمهجري حلب، لكنهم يداومون ساعتين فقط في اليوم، وهذا لا يكفي لخدمة مراجعي مدينة حلب.
نحن من جهتنا سوف نقوم بزيارة مكتب حلب ونرى إن كان هناك أي تقصير بالعمل في هذا المكتب، لأن أي تقصير سيؤدي إلى حرمان جميع مهجري حلب من الإغاثة.”
لماذا لا يتم توزيع إغاثة من خلال المراكز القديمة حتى يجهز مكتب حلب؟
“هذا الأمر بحاجة إلى الموافقة من قبل مديرية الإغاثة، لكن لا يمكن توزيع الإغاثة على مهجري حلب في المراكز القديمة؛ لأن كل مكتب مسؤول عن منطقته من أجل عدم اختلاط حصص الإغاثة بين أهالي مدينة إدلب والمهجرين”.
وقد قمنا بزيارة (مالك الزير) مدير إداري في منظمة بنفسج وسألناه:
يقول بعض المهجرين: إنَّ هناك عائلات غنية في مدينة إدلب تأخذ حصة إغاثة كل شهر من منظمة بنفسج، ونحن المهجرين لم نأخذ أي سلة إغاثة من رمضان إلى الآن؟
“قد يكون هناك عدد من العائلات غير المستحقة تأخذ سلة إغاثة، لكن هذا تجاوز، فعندنا عدد كبير من العوائل المسجلة، ومعرفةُ حال كل عائلة يتطلب كادرا كبيرا لمعرفة الوضع الحقيقي، لكننا نقبل أي شكوى تقدم حيال ذلك، فإن ثبت هذا الادعاء نزيل العائلة ونضع مكانها عائلة مستحقة على قائمة الانتظار”.
يضيف (أحمد شهاب) مدير مشروع السلة الإغاثية في مدينة إدلب:
“عند بداية أي نزوح من أي منطقة إلى مدينة إدلب واستقرار العوائل فيها نقوم بتأمين سلة إغاثة إسعافية، ثم يكون هناك اتصال دائم مع المندوب الممثل لهذه العوائل، لكن بالنسبة إلى مهجري مدينة حلب لم يكن عندهم أي نشاط أو أي مندوب لكي نتواصل معه بشكل شهري من أجل تحديث معلومات هذه العائلات ومعرفة من بقي ومن غادر إدلب على سبيل المثال. لكن الغريب بالموضوع أن جميع مكاتب المهجرين من مختلف المناطق أصبح عندهم مكاتب ومندوبون، وأصبحوا يجلبون الدعم لأهلهم من خلال علاقاتهم العامة مع الجمعيات والمؤسسات وترويج أوضاعهم”.
تواصلنا أيضاً مع (زياد المحمد) رئيس مجلس مدينة حلب، يقول:
“نحن لم نتأخر في تشكيل مكتب مهجري مدينة حلب، بل كان التأخير بسبب عدم الموافقة من مجلس مدينة إدلب بالبداية، لكن بعد ثلاثة اجتماعات معه تمت الموافقة على المكتب.
أما بالنسبة إلى أي تجاوز أو تقصير من قبل اللجنة المنتخبة التي تعمل في مكتب حلب فنحن نقبل أي شكوى تقدم لنا عبر الوتس أو المكتب القانوني ليتم معالجتها.”
يضيف (حسن الويس) عضو المكتب التنفيذي للشؤون القانونية في مجلس مدينة حلب: “عندما أخذنا قراراً بتشكيل لجان تابعة للمجلس المحلي، تم تقدم أربع لجان للعمل في هذا المشروع، قمنا بإجراء اجتماع لهم في مبنى اتحاد الجمعيات، وتم الانتخاب بين هذه اللجان، وانتخب رئيس لهذه اللجنة، وأُعطوا تكليفا رسميا من مجلس محافظة حلب لكي يتواصلوا مع مديرية الإغاثة”.
قمنا بزيارة (أسامة السعد) المدير التنفيذي ونائب مدير الإدارة العامة للإغاثة في مدينة إدلب، يقول: “وصل عدد أهل مدينة حلب إلى 2000 عائلة مقسمين إلى قسمين نازح ومهجر، فالنازح كان اسمه مضافا إلى قوائم التسجيل التي يتم التوزيع لها بشكل شهري، وأما المهجرين فقد استفادوا من الإغاثة الطارئة التي توزع لمرة واحدة بعد النزوح، وكسبوا مواد إغاثة بشكل كبير في أول فترة، لكن بعد استقرار هذه العائلات في مدينة إدلب يندمج المهجر مع النازح ويصبح الجميع في قائمة واحدة.
هناك عوائل حلبية تستفيد من منظمة بنفسج بنسبة 20% من مجموع أهالي حلب، والباقي لا يأخذون بسبب عدم توفر المعلومات عنهم.
بعد فترة تهجير أهالي مدينة حلب إلى مدينة إدلب بقوا ثمانية أشهر من غير لجنة مكلفة رسميا.
اللجنة الموجودة حاليا تحت التجربة، لكن عندما قمنا بزيارتهم وجدنا عندهم معاناة من عدم توفر أجهزة إلكترونية وعدم وجود أعداد كافية من الفريق الذي يجب أن يعمل على جمع البيانات.
عندما تأتي إلينا أي منظمة وتريد دعم شريحة من المهجرين، فإننا نتصل بالمندوب عن كل منطقة ونطلب منه لوائح بالأسماء التي تنطبق عليها شروط الجهة الداعمة لكي تستفيد، لكن كيف سندعم عائلات لا نعرف عددهم أو مكانهم أو حالتهم؟
وحالياً عندما تجهز هذه البيانات بعد الشهر الأول سوف يتم إلحاق مهجري ونازحي حلب بالإغاثة الشهرية”.
“المسؤول عن تأخر تسليم الإغاثة لأكثر من 2000 عائلة حلبية هم المثقفين من أهل حلب أولاً لتقصيرهم في إيجاد ممثلين عنهم، وثانياً تأخر الموافقة لترخيص مكتب حلب من مجلس مدينة إدلب، وثالثاً عدم وجود الفريق الذي يمثل أهل حلب في المكتب وانشغالهم بأمور أخرى وعدم إعطاء هذا المكتب وقتا كافيا لتنظيمه وتأسيسه بشكل جيد كما فعلت باقي المكاتب”.