إنكاراً لواقع مفروض من حرب وقصف ومشاكل نفسية أرادت مؤسسة “قبس” أن ترتقي بطلابها إلى مستوى يغير من أنماط تفكيرهم، لكيلا تبقى محصورة فقط بالمخاوف جراء القصف المتواصل، وإيماناً منها أنَّ لقِمَّةِ النجاح درجاتٍ يجب عبورها بعزيمة وطموح وإرادة فقد آثرت أن تمر بطلابها بأولى تلك الدرجات وذلك عن طريق إقامة مشروع نادي صيفي في مدرسة “عين جالوت” يشمل مختلف النشاطات والمشاريع التفاعلية التي تقدم من قبل ذوي الاختصاص والخبرة، أمرٌ يعزِّز لدى الطالب حبه وتعلقه بالمدرسة ويملأ ذاك الفراغ في العطلة الصيفية.قامت صحيفة “حبر” الأسبوعية بإجراء لقاء مع الأستاذ أحمد حداد مديرقسم الأنشطة والتنمية البشرية في مؤسسة قبس.لماذا النادي الصيفي في هذا الوقت وإلام تهدفون منه؟أردنا بعد انتهاء العام الدراسي إبقاء روح التفاعل مع الطلاب من خلال إقامة النادي الصيفي في مدرسة عين جالوت، فتم افتتاح النادي بعد شهر من انتهاء العام الدراسي، ويهدف إلى استثمار وقت الطالب وتنمية أبعاد شخصيته فيما يخص الجانب الفكري والمهاراتي والجانب الأخلاقي القيمي، وإبراز الجانب العملي لبعض المواد، حيث يقوم النادي بدوره باستثمار فراغ الطالب ضمن مدة أربعة أشهر، وبالتالي تعزيز انتماء الطالب إلى المدرسة ليصبح لديه انتماء وحب لها من خلال البرامج الفكرية والمهارتية، وهناك البرامج الحوارية التي تحاكي المشاكل المتنوعة.ويعتبر هذا النادي الثاني الذي تقوم به المدرسة، الأول كان باسم “الشمس وجهتنا” لشهداء عين جالوت” والثاني باسم “ألوان وعلوم” وسمي بهذا الاسم ليعبر عن الطموح والتقدم سواء للكادر أو الطالب وبإذن الله سيتم اعتماد النادي في السنوات القادمة.هل هناك فئة محددة يستهدفها النادي؟ وكيف تم اختيار المواد المقدمة؟النادي استهدف طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية وإجمالي عددهم (75) طالبا، وقد قامت مؤسسة قبس قبل افتتاح النادي بشهرين بتوزيع مقترح مشاريع للمدرسين حيث يقوم المدرس بتقديم مشروع متكامل عن المادة التي سوف يقوم بإعطائها، وعند تقديم المشاريع من قبل جميع الأساتذة تتم مناقشتها وانتخاب الأفضل منها، وقد انتخب حالياً (13) مشروعا.أما بالنسبة إلى المواد الأساسية التي تقدم خلال الدورات من الجانب العلمي فقد كان هناك برنامج اللغة الإنكليزية، تم تقديمه من قبل مدرب مختص، وكانت الغاية منه تنمية مهارة الاستماع والمحادثة إضافة إلى عرض قواعد اللغة بطريقة تفاعلية، من ذلك عرض الدرس والتقسيم إلى مجموعات، المناقشات، تشغيل مقاطع صوتية إنكليزية من أجل تقوية مهارة الاستماع، كما كان هناك أيضاً المادة الفرنسية وقد ركزت على نفس المبادئ.كذلك حال اللغة العربية حيث ركزت على الجانب الممتع من الأدب، كنوادر العرب وقصص الأخبار والأمثال والمقامات، إضافة إلى مادة أخرى اسمها “وجدتها” تكلمت على تاريخ الاكتشاف وأهم الاكتشافات، كما تكلمت على كيفية تعلم التفكير الابتكاري.وقد كان هناك برنامج اسمه “أحلى حياة” وهو عبارة عن برنامج حواري يقدم من قبل مدرب مختص يعرض فيه المشكلة والإيجابيات والسلبيات وأفضل الحلول المتبعة، وهنا الحل يصدر من عند الطالب، عندها يشعر أن له دورًا وفكرًا، وأنه شريك يعرف وجهة نظر الطرف الأول والثاني، ولا ننسى البرنامج المهم جدا وهو “الإسعاف الأولي” حيث يتعلم الطلاب كيفية إسعاف المصاب وكيفية التعامل مع حالات الاختناق وماذا يمكن أن يفعلوا وقت القصف، كل تلك الأمور سوف يكون لها أثرها المفيد في المستقبل خاصة أنها تحاكي واقع يعيشونه في مدينتهم. وقد كان للنادي أيضاً قسم للنشاطات التفاعلية كورشات رسم وأشغال يدوية وكان هناك برنامج اسمه “فن الأورغامي” طيّ الأوراق.كيف تستطيعون الاستمرار في ظل الظروف القاسية التي تعيشها حلب المحررة؟رغم الظروف الصعبة التي نعيشها والقصف إلا أننا حافظنا على عدد من الطلاب والمدرسين ليلتزموا بالدوام، كما أن قبس تقوم بإعطاء الطالب وثيقة رسمية تثبت بأنه درس لديها حيث إن هناك بعض المؤسسات تطلب من المتقدمين لديها لوظيفة وثيقة.كل عمل لا يخلو من العوائق وأكثر شيء كان مؤثرا هو الحر، خاصة أن بداية النادي كانت في رمضان، كما أن انقطاع مادة المازوت كان له تأثير كبير.وقد التقت حبر إحدى الطالبات اللواتي حضرن برامج النادي، فقالت:نحضر في النادي الصيفي حصصا جميلة وممتعة لم تكن موجودة في الأعوام الدراسية السابقة كالدورات الإسعافية، الأشغال يدوية، التقوية في اللغة الإنكليزية والفرنسية، وبالفعل استفدنا من كل الذي أخذناه، وتختلف الدراسة في هذه السنة عن سنوات الدراسة السابقة ففيها أمور عملية ولا تقتصر على الكتابة والجمود.وأخيرا، بهذه الجهود الكبيرة التي يبذلها المعلمون في سبيل إعداد جيل القوة والتمكين، يتطلع السوريون إلى مستقبل يبنونه مع أبنائهم المخلصون بالعلم والعمل والأمل.تقرير: عمر عرب