كثُر الحديث في الفترة الأخيرة عن تشكيل الجيش السوري الموحَّد، الذي سيضم جميع الضباط وصف الضباط المنشقين عن النظام، فقد توارد أنَّه يجري العمل على توحيد جميع الفصائل والعمل تحت قيادة مركزية وغرفة عمليات واحدة تتبع في أسلوبها التسلسل العسكري، والتراتبية، والقدم، وتنفيذ الأوامر العسكرية، والعمليات القتالية، في كامل مناطق سورية المحررة، وكانت هذه المبادرة قد صدرت عن عدد من الضباط المنشقين عن قوات النظام، لتشكيل جيش سوري موحد، ليكون مظلة مؤسساتية تقود العمل العسكري ضد قوات النظام والمليشيات المساندة لها، وتهدف المبادرة إلى توحيد القوى البشرية والقتالية لدى جميع فصائل الجيش السوري الحر في أنحاء سورية المحررة، ضمن مؤسسة عسكرية يقودها الضباط ممَّن هم في الداخل، وبالمقابل تدعو المبادرة الضباط المنشقين من كافة الرتب والاختصاصات ممَّن هم في الداخل السوري والدول المجاورة وفي المهجر للعمل ضمن هذا التشكيل الجديد، الذي سيبنى بشكل منظم.
سيخلص هذا الجسم الجديد إلى تشكيل لجانٍ عسكرية في كلِّ المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل، أي في الشمال (ريف حلب، ومحافظة إدلب)، والمنطقة الوسطى (حمص، وحماة)، والمنطقة الجنوبية (ريف دمشق، ودرعا، والقنيطرة)، والساحل السوري (ريف اللاذقية)، وستقوم هذه اللجان بتشكيل نواة في كلِّ منطقة من القاعدة حتى الهرم، للوصول إلى تشكيل مجلس عسكري واستشاري أعلى لقيادة مؤسسة الجيش، ذلك بناءً على النظام الداخلي، للتمهيد إلى انتخاب رئاسة أركان عامة وقيادة موحدة.
لكن هناك من يعارض تشكيل هذا الجيش، ويصفه بالعمالة لأسباب مختلفة، وهناك من يؤيد تشكيل هذا الجيش ويعتبره المخلص الوحيد من هذه المرحلة الحساسة من الثورة.
ونظراً لأهمية هذا الموضوع وتأثيره المباشر على المناطق المحررة، قامت صحيفة حبر الأسبوعية، بإجراء استطلاع لرأي الناس في مدينة إدلب، عن هذا الجيش الجديد وكان السؤال: (هل تؤيد تشكيل جيش وطني ثوري في المناطق المحررة يكون تحت إدارة مدنية تضم جميع الفصائل ومؤسسات الدولة؟)
وكانت النتائج كما هي مبينة بالنسبة المئوية:
58% قالوا: نعم، نؤيد تشكيل جيش وطني ثوري في المناطق المحررة يضم جميع الفصائل دون استثناء، يكون له قائد واحد مشهود له بالحراك الثوري، يأتمرون بأمره ولا يختلفون عليه، من أجل الحفاظ على ما تبقى من الأراضي المحررة وإعادة المهجرين إلى مدنهم وقراهم.
27 % قالوا: لا نؤيد تشكيل هذا الجيش؛ لأنَّه سيكون جيشاً مسيساً يعينُ قائده من الخارج، ويأتمر من الخارج أيضاً، ويكون هدفه الديمقراطية والعلمانية، وقتال الفصائل الجهادية، ثم مهادنة النظام والفصائل الكردية الانفصالية.
15 % قالوا: إذا كان هذا الجيش سيقارع الاحتلال الإيراني والروسي، وسيحكم بما أنزل الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، ويعمل على تحرير الأراضي المحتلة، وإخراج المعتقلين من سجون النظام، فنحن نؤيده.
وقد قال أغلب الذين استطلعنا أخذ آرائهم: يجب أن يكون قائد هذا الجيش من الذين شاركوا بالحراك الثوري والمعارك في الداخل، لأنَّه من غير المعقول أن يأتي ضابط منشق أو مثقف سياسي هرب إلى خارج البلاد أثناء الثورة ثم يعود إليها بعد سبع سنوات عجاف ليكون قائداً للثوار.
لم أضع رأياً في النسبة المئوية المذكورة آنفاً، بل سأضع رأياً في آخر الاستبانة وأقول: نعم أُأَيِّد تشكيل هذا الجيش، ويجب على الجميع أن يساهم في تشكيله دون استثناء، ولا يهم اسم هذا الجيش، إنَّما الأهم أن يكون هدفه إسقاط النظام دون المؤسسات الخدمية، وإخراج المحتل من الأرض السورية، وإخراج المعتقلين من السجون، ومحاسبة المجرمين، وإعادة الحقوق إلى أصحابها الأصليين.