يامن زيدانفي بلد السلام وطنٌ كان ولا يزال أبناؤه يعيشون ضمن الأمل، ينتظرون شروق شمس تزيل الفاجعة والأسى وتنير لهم طريق السلام.لأجل هذا الأمل يناضلون ولا يستسلمون، يقبلون ولا يدبرون، عارفين أن النصر مفتاحه حسن الظن والاعتقاد بالله.وأخيراً يأتي الخبر الذي ينتظره كل السوريين متأخراً رغم نسيان من أطلق الرصاصة الأولى بسبب كثرة الفواجع من الأيادي الملطخة بدماء السوريين والقاتل واحد، إلا أن ما خفي في هذا القرار كان أعظم …ففي آخر فصل من فصول الحلول السياسية للثورة في سوريا قرر اللاعبان الأساسيان الروسي والأمريكي لعب شوط آخر في بحر دماء السوريين تمهيداً لوضع ترتيبات أخيرة، فتم الإعلان في مسرح الجريمة عن وقف الأعمال العدائية في سوريا في الأيام القليلة القادمة بنهكة روسية وطابع أمريكي، مستثنين بذلك جبهة النصرة وتنظيم داعش، الأمر الذي شكل دائرة جدل واستياءً عارماً عند المواطنين السوريين، لأن هذا الاتفاق سيعطي الشرعية المطلقة لروسيا لاستكمال حمام الدم واستهداف المدنيين تحت ذريعة محاربة الإرهاب .بيد أن تداخل الجغرافية السورية لمناطق الجيش الحر والنصرة، وارتباط معظم الفصائل بغرف عمليات مشتركة، وأهمها جيش الفتح وجيش الإسلام، إضافة إلى الانتماء البيئي لسكان المناطق من أبناء سوريا إلى جبهة النصرة، فرض واقعا جديداً واضح المعالم في تحكم النصرة بمناطقهم، مما لا يدع مجالاً للشك في أن يستكمل بوتين السيناريو العسكري باستهداف الجميع تحت هذا المسمى.فأي قرار يستحق أن يفرح لأجله السوريون، وقد لاقى ترحيب المليشيات الإيرانية وقوات حزب الله وباقي المليشيات الأجنبية.وتبعا للرغبة الأمريكية التي أغرقت الجميع في المستنقع السوري، والتي لا تزال تريد المزيد من الوقت لتظهر من جديد كأقوى دولة في القرن الواحد والعشرين، وخصوصاً أنها شارفت على الانهيار سابقاً بخوضها حرباً ضروساً في أفغانستان والعراق.كما أن أوباما وصل إلى المسلسل السوري وأغرق معظم الدول العربية والاتحاد الأوروبي في الدائرة المفرغة، واستنزف مؤخراً روسيا وإيران وتركيا، وفعلاً نجح في ذلك وأفقد الدول التي تورطت في سوريا توازنها الداخلي وهدد أمنها القومي، الأمر الذي أسفر عن عودة الجميع للمطبخ الأمريكي لإيجاد صيغة تفاهمية بطابع أمريكي، تخرج فيها الدول المتآمرة على الشعب السوري بصورة لبقة شريطة أن تكون التبعية لها.لكن السؤال المطروح هو “هل يعتقد صانعو هذا الاتفاق أن السوريين غافلون عن فصول هذه المسرحية وسينسون من أطلق الرصاصة الأولى؟.” ربما !!