خلق قانون قيصر الأمريكي حالة من الصدام السياسي في لبنان الذي تتنازع قواه على أي حدث يمرّ بسورية؛ نظرًا لارتباط البعض منها بالنظام السوري مثل (حزب الله).
ومن هذه القوى (جبران باسيل) الذي رأى أن قانون قيصر ليس دوليًا بل صناعة أمريكية “يخزي العين ما أسمو قيصر الأمريكي”
وتابع أن “هذا القانون سيفضي إلى خنق لبنان اقتصاديًا؛ لأن سورية هي رئة لبنان التي يتنفس منها.” في إشارة إلى حجم التبادل التجاري الشرعي بين البلدين وغير الشرعي (حشيش ومخدرات ومحروقات).
ودعا (باسيل) في معرض حديثه إلى التعاون مع نظام الأسد بدلاً من مقاطعته قائلاً: “لبنان مطوق بالأزمات من الداخل والخارج، وبالتالي فإن انتظار الحلول الخارجية لن يفيد أحدًا، فرهان بعض الأطراف السياسية على الخارج والاستقواء به وانتظار تطوراته لتحقــيق انتصارات هو رهان خاطئ”
ولكن سمير (جعجع) له رأي آخر حيث يرى أن “تصرفات حزب الله تجاه ما سماهم الأصدقاء العرب، تسبب بقطع شريان حيوي كان يساند لبنان في الأزمات” في إشارة إلى المال الخليجي الذي قلَّ تدفقه بسبب الحزب ومناصرته للنظام السوري وإيران في المنطقة.
وتابع الجعجع: “معضلتنا الحقيقة في وجود المنظومة الحاكمة الحالية التي لن ينفع معها تغيرات لا في الحكومة ولا في الرئاسة طالما هي قائمة” (تدخل حزب الله في تسيير الحكومات والضغط عليها بسلاحه).
ويأتي هذا الخلاف وترابطه بين حزب الله وقانون قيصر بعد تصريحات للسفيرة الأمريكية في بيروت (دوروثي شيا) اتهمت فيها (حسن نصر الله) أنه كاذب ويلفق التهم للولايات المتحدة بإضعاف اقتصاد لبنان، مؤكدة أن واشنطن لا تمنع دخولا الدولارات إلى بنوك وأراضي لبنان.
ويشهد لبنان حالة من التوتر والتخبط منذ شهور تخللها عشرات الاحتجاجات نتج عنها إقالة حكومة (باسيل) وإحداث تغيير سياسي لم يُرضِ الجماهير الغاضبة من فساد الحكومة وارتباطها بأسوأ الأنظمة في الشرق الأوسط سورية وايران، وهذا ما انعكس سلبًا على الاقتصاد اللبناني والوضع الصحي (كورونا)، والكثير من المشاكل التي يمكن حلها فقط بفك الارتباط بهاتين الدولتين بحسب الشارع.