بقلم : محيي الدين راشدآلام وآهات كثيرة، أحزان وأوجاع كبيرة،أطفال ييتمون، ثكالى يصحْنَ، أرامل يبكينَ،يا لتلك الآلام والأوجاع!أمهات فقدنَ أبناءهن، رضَّعٌ يموتون جوعًا، نساءٌ ما ودعنَ أزواجهنَّ.منذا الذي يشعر بهم؟ منذا الذي يبكي حزنًا عليهم؟ من الذي يتألم لحالهم؟ماذا يحوي قلب تلك المرأة التي قتل ابنها وزوجها، وقصف بيتها وهي الآن مشردة بين الخيام صابرة؟! هل يحوي قلبها أطنانًا من حديد؟! أو إنَّه قد ملئ إيمانًا ويقينًا؟!كيف لقلب لا يتجاوز حجمه الكفّ أن يحوي أطنانًا من حديد؟!لا بدَّ أنَّه الإيمان واليقين بالله، هنيئا لذاك القلب عند لقاء ربه جزاء بما صبر واحتسبما أثار حزني وألمي إلا تلك المرأة التي أَلبستِ الوسادة قميص ابنها، وأخذت تشمُّه بقوة، ودموعها تذرف، ولمَ لا تبكي؟ فقد فقدت فلذة كبدها وتوءم روحها.ثم زادني حزنًا وألمًا ذاك الطفل الذي لم يتجاوز الثامنة من عمره وهو يقبّل أباه ميتا، يضمّه إلى صدره، مع بكاء وصياح شديدين.واشتد حزني لتلك المرأة الفتية التي تمسح بيدها وجه زوجها المقتول، وكأنَّ عيونها منبع للأنهار.وبعد ذلك كله يخرج وزير خارجية أمريكة الذي قال: لا بدَّ من مصالحة بين المعارضة والنظام.أية مصالحة؟تصوروا معي تلك المرأة التي فقدت ابنها أو زوجها، وهي تسمع تلك الكلمات، تسمع من فم ذاك الغبي المصالحة والحوار.ما موقفها يا ترى؟سأترك الجواب للثكالى والأرامل واليتامى.