الأحلام لغةً: العقول، يقال: أحلم الرجال، أي أرجحهم عقلاً وأكثرهم صبراً، والحلم: هو غاية بعيدة المنال يرجى حصولها ويتوقع إدراكها .أمّا نحن .. فما زلنا نبني أحلامنا بعيداً عن الواقع، يسرح بها الخيال حيث المعجزات والأماني، نتوهم تحقيق المستحيلات ونتغنى بأمجادنا وشعاراتنا ودمائنا التي نهدرها كل يوم على جدار قصيدة رومانسية تسبح بحمد ليلى وتستجدي وطناً مفقوداً منذ سنوات .الكثيرون ما زالوا يبنون بروج أحلامهم ويجملون لبناتها، ويزينونها بالكلمات المنقوشة على صفحاتهم ، والصور الملتقطة في ساحات نصر غيرهم، معتقدين أنهم يتقدمون خطوات باتجاه هذه الأبراج التي علت حتى شقّت عليهم أنفسهم، فإذا وقعوا في تلك المشقة تغنوا باليأس الذي وقف في طريق عظمتهم التي لا يمكن أن تحقّق على هذه الأرض، لأنهم الأسمى والأرقى، فاتجهوا يسبحون بملكوت السماوات بانتظار موتٍ تراجيدي يحتفي به أصدقاؤهم ببعض الصور على “بروفايلات” مواقع التواصل الاجتماعي، يجمعون “اللايكات” والتعليقات والرحمات، وكلمات العزاء التي تروي بطولاتهم وشجاعتهم وصدقهم وإخلاصهم، يغيرهم في ذلك صور من مضى قبلهم في طابور كبير من الحمقى يسير إلى هاوية الأوهام بقناعة المغفلين والأغبياء .هذه الحياة ساحة للعمل، والأحلام تبنى على قدر الهمم والجهد والبذل والعطاء، والعمل المتواصل الدؤوب الذي يصل الليل بالنهار، فإذا أردت حلماً كبيراً، فقم إلى عمل كبير يرسم لك أبعاد ذلك الحلم . المدير العام / أحمد وديع العبسي