فاروق عبد السلام
التهب الصراع وحمي الوطيس، وازداد القتل والدمار من قبل قوات النظام على المدنيين، ممَّا اضطرهم إلى ترك بيوتهم ومتاعهم واتجهوا حفاة عراة إلى دول الجوار، ومن هذه الدول تركيا الصديقة وليست الشقيقة بل المسلمة، لم نكن نتوقع حسن الضيافة من الأتراك بقدر كرم الإخوة العرب.
قدَّم الأتراك للمواطنين السوريين أكثر ممَّا قدمه الأشقاء أقوالا وأفعالا.
سيكون حديثنا عن الأقوال، ومن رأس الهرم أردوغان الذي توقعناه مراد علم دار المنقذ بكلامه، المسكين بأفعاله، بداية أقواله كانت أنَّ حلب خط أحمر إلى قوله إذا زاد مجموع النازحين عن 500 ألف سنتصرف، وهذا ما بعث في نفوس المجاهدين العزيمة والطمأنينة بأنَّ هناك دولا صديقة ستقف مع الحق والمظلوم، ولكن سرعان ما تبخرت الأقوال وانتقل إلى مشروع المنطقة الآمنة بعمق 50 كم وتنازل بطلبه إلى 10 كم ولم يحصل عليه، والقول التالي بعدم السماح لطيران التحالف بالانطلاق من تركيا، ولكنَّه سرعان ما فتح لهم قاعدة انجر ليك، وآخر ما وصل بالمسلمة تركيا ورجلها الطيب أنَّ القصف طال المدن التركية.
فهل نعتب أم ندعوا لهم بالسلامة والثبات قبل أن يطال البل ذقن الطيب أردوغان وشعبه؟ فلن يُترك هذا الرجل المسلم الشجاع؟! فقد بدا حسابه على أقواله المحقة والمناصرة للمظلوم ولو بأقواله، فبدأ من يتربص به وبتركيا ببث السموم في قلب تركيا، فأشعلوا المرتزقة بالمفخخات، وأشعلوا الحدود بمختلف أنواع المجموعات الإرهابية التي يعاديها الغرب على حساب الشرق، ولم يترك أصحاب القرار من التصرف حسب ما يضمن سلامة أرضه وشعبه، بل على العكس سيدعمون الإرهاب ويشغلون دول المنطقة ببعضها البعض؛ كي ينتهي المشروع الذي خُطط له على شرق أوسط جديد يجعلنا نترحم على سايكس بيكو القديم.
أمَّا الحال فهو بأيدينا، برسم قادة الفصائل والأصدقاء الحقيقيين والمشمولين بالمخطط الجديد.