عبد الحميد حاج محمد |
استطاع ناشط سوري تشكل أرشيف خاص بالثورة السورية، يتضمن أغلب ما يتعلق بأحداث ثورة السوريين من توثيق أسماء الشهداء إلى أرشفة مقاطع الفيديو وغالبية الكتب والبحوث المتعلقة بالثورة، ومؤخرًا بدأ بأرشفة جميع المقالات والصحف الثورية والمواقع المختصة بالثورة.
(تامر تركماني) ناشط سوري منذ سبع سنوات بتوثيق أحداث الثورة السورية، يخبرنا أنه في مرحلة حفظ فيديوهات الشهداء الموثقين لديه لاحظ أن أغلب فيديوهات الشهداء تم حذفها من موقع يوتيوب، بسبب انتهاك سياسة يوتيوب، كما يقول الموقع، وهذا شكل عبئًا في تأمين المواد المرئية لدى تامر، ومن هنا تشكلت فكرة حفظ القنوات الخاصة بالثورة السورية، من مجازر وقصف وشهداء ليتطور الأمر مع تركماني إلى حفظ جميع القنوات الثورية بكافة محتواها.
يحدثنا (تامر) عن عمله بأرشفة الكتب الثورية بقوله: “عملت على ذلك للحفاظ على وجود الكتب في مكان واحد وعدم بعثرتها في المواقع، وهذا يتيح للمستخدم تحميل أي كتاب دون التعب في البحث، فهنا أقوم بتوفير مكتبة كاملة متكاملة في مكان واحد مع نبذة عن الكتاب واسم الكاتب وسنة النشر وعدد الصفحات.”
أما عن أرشفة المجلات والصحف والمطبوعات الخاصة بالثورة، فقد عمل على أرشفتها نظرًا لعدة أمور منها أن أغلب الصحف الثورية توقفت عن النشر منذ سنوات بسبب انقطاع الدعم أو توقف المؤسسة، يقول تركماني: “مع مرور الوقت سوف نجد أن جميع هذه الصحف والمجلات وخاصة القديمة تم حذفها وعدم الاهتمام بها، هنا تأتي الفكرة وهي توفير كل الأجزاء والإصدارات في مكان واحد أيضًا كما فعلت في ملف الكتب.”
ومتابعة الصحف المستمرة بالنشر ليس أمرًا صعبًا بالنسبة إلى تركماني؛ لأنه وبحسب ما يرى فقد أصبح جزءًا من حياته وبإمكانه توفير ساعة يوميًا لمراجعة المواقع وسحب كل الإصدارات الجديدة وإدخالها في لائحة البيانات لديه.
أما أرشفة المقالات والتقارير الصحفية يرى تركماني أنها الجزء الأصعب من العمل، ويوضح ذلك قائلًا: “يجب تحميل المقال أولًا، ثم ذكر اسم صاحبه والشبكة أو الموقع الذي تم نشر المقال عليه، ومن ثم كتابة تاريخ المقال وتحميله بصيغة PDF مع نسخ رابط المقال على الموقع، وإدخاله في ملف البيانات لدي ليصبح مصدرًا في المستقبل إن قمت بنشره في موقعي الخاص”.
ويؤرشف تركماني كل ما يمت للثورة بصلة منذ بدئها إلى اليوم، ويقوم بمتابعة الأرشفة في كل يوم للمقالات الجديدة في المواقع المختلفة.
ويعمل في الأرشفة بشكل فردي دون مساعدة أي جهة أو أشخاص، ويستخدم طريقة التخزين والأرشفة على ذواكر خارجية ذات سعات كبيرة، تجنبًا للاختراق والائتلاف الرقمي أو تعرضها للحذف على أي سحابة تخزينية على الإنترنت.
وعن الكلفة المادية يقول (تركماني): “إن الأرشيف ليس مكلفًا ماديًا بقدر ما هو مكلف معنويًا وجسديًا، كالإرهاق والتعب والجهد والجلوس لساعات طويلة جدًا وراء الحاسوب.
وكما ذكرت سابقًا يمكنني تخزين ما يزيد عن مليون ونصف ملف في جهاز تكلفته أبسط من إنشاء مقابلة خاصة مع سياسي من قبل أحد القنوات أو المؤسسات الإعلامية
وفي عملي هذا يوجد أصدقاء أُكِّن لهم كل الاحترام يزودونني أحيانا ببعض الذواكر لحفظ الأرشيف، ولكن يبقى الدعم المؤسساتي أهم بكثير من دعم الأفراد؛ لأن دعم الأفراد بطيء وأحيانًا لا يفي بالغرض.”
وسيشرع تركماني لاحقًا بإنشاء موقع وسيرفر خاصين به لنشر هذه المواد ومنع حذفها من أي جهة كانت، وسيكون قاعدة بيانات مفتوحة ومجانية لأي شخص أو مؤسسة، ويمكنه تحميل ما يريد من أي قسم وبدون أي قيود.
ويرى أن الجهات المانحة يريدون التحكم في العمل والمحتوى، وهو يرفض هذا الموضوع رفضًا قطعيًا، يقول: “الثورة فيها السلبي والإيجابي ويجب تدوين كل شيء للأجيال القادمة وحفظ ذاكرة الثورة مهما كان محتواها.”
ويلاقي عمل (تامر) استحسانًا وتشجيعًا من قِبل السوريين؛ لأنه يعمل على حفظ آلامهم وآمالهم التي مازالت مستمرة بعد مرور قرابة عقد.