باسل عبود
تعيش المناطق المحررة في الشمال السوري بين الوقت والآخر أزمة انقطاع المحروقات، فما إن تتوفر في جميع المناطق وتبدأ أسعارها بالانخفاض، سرعان ما تعاود الارتفاع من جديد على وقع أخبار انقطاع طريق المحروقات الذي يصل مناطق الإنتاج شرق سورية بشمالها.
وفي ظلِّ حالة الحرب التي تعيشها البلاد وانقطاع الكهرباء بشكل شبه كامل عن شمال سورية تعتبر المحروقات وتحديدا مادة المازوت عصب الحياة في المناطق المحررة، حيث تتعدد استعمالاته من التدفئة إلى الأفران إلى مولدات الكهرباء وآبار المياه …. إلخ.
حسن مواطن من سكان مدينة حلب يتحدث لجريدة حبر عن رأيه في أزمة المحروقات حيث يقول: “نحن في فصل الصيف وسعر برميل المازوت يتخطى الخمسين ألف ليرة، فإذا جاء الشتاء كم سيصبح السعر؟! فكل السلع مرتبطة إمَّا بالدولار أو المازوت، وكلاهما أسعارهم مرتفعة”.
وتعتبر أجور النقل هي العامل الرئيسي في ارتفاع أسعار المحروقات بالإضافة إلى الرسوم التي تدفع على الحواجز وكثرة الوسطاء حتى تصل المادة إلى المستهلك.
محمود صاحب صهريج لنقل المحروقات يجيبنا عن بعض التساؤلات: ” كنَّا سابقا نربح بالبرميل ألف أو ألفين لا أكثر، ولكن سابقا كان الطريق أقل خطورة والمسافة أقل، وبقية الأسعار كانت منخفضة، اليوم تستغرق رحلة الشراء من دير الزور والعودة مدة شهر أحيانا بالإضافة إلى الخطورة المتمثلة بقصف الطيران سواء التحالف أو الروسي أو النظام لسيارات الوقود، والمرور عبر مناطق الاشتباك بين الثوار وتنظيم الدولة، عدا عن الرسوم التي تدفع للفصائل للمرور على الحواجز، وزاد الوضع تعقيدا بدخول طرف جديد على خط النقل وهو وحدات الحماية الكردية، نحن اليوم نربح حوالي عشرة آلاف بالبرميل، وهذا ليس بالربح الفاحش إذا ما حسبنا الوقت وارتفاع أسعار المعيشة وقطع الغيار وخطورة الرحلة “.
ويطالب البعض بتأمين طريق دائم للمحروقات وإبعاده عن الأعمال العسكرية لضمان عدم انقطاعه مجددا، بينما يذهب آخرون بعيدا في أمنياتهم ويطالبون بنقل المحروقات من ريف حلب الشمالي إلى إدلب عبر الأراضي التركية وهذا الأمر شبه مستحيل نظرا لحرص الحكومة التركية على ضبط حدودها مع سورية خاصة بعد الأعمال الإرهابية الأخيرة التي ضربت تركيا.
إنَّ الحاجة اليوم أصبحت ملحة للبحث عن وسائل لتوليد الطاقة، وتخفيف الاعتماد على المحروقات وإن كان ذلك بشكل جزئي، وتتجلى هذه المحاولات في مجال توليد الطاقة الكهربائية بالاعتماد على ألواح الطاقة الشمسية وطواحين الهواء، وقد لاقت هذه التجربة النجاح في توليد الكهرباء لبعض المشافي والمنظمات وتشغيل آبار المياه في بعض القرى لتأمين مياه الشرب، وإلغاء الاعتماد على المازوت المرتفع الثمن.