تشوهات الجنين عبارة عن حدوث خلل في تكوين جزء أو عضو في جسم الجنين أثناء مرحلة تكوينه في الرحم، بحيث يتكون أو ينمو هذا الجزء أو العضو بشكل مشوه وغير طبيعي نتيجة عدة أسباب، وتحدث معظم تشوهات الأجنة في الأشهر الأولى من الحمل، أي خلال فترة تكوّن أعضاء الجنين، ويتم اكتشافها خلال الحمل أو بعد الولادة مباشرةً.
تشعر تشوهات الجنين العديد من الحوامل بالقلق والخوف بالأشهر الأولى من الحمل بسبب احتمالية وجود تشوهات عند الجنين، وقد تشك الحامل أنها تعرضت لأذى أو فعلت بعض الأمور الخاطئة أو تناولت طعامًا معينًا قد يؤثر سلباً في جنينها، لأن معدل حالات تشوه الجنين زاد في الأعوام الأخيرة، ولم تعد من الحالات النادرة كما كانت سابقًا، ومن التشوهات يكون القدم القفداء وشفة الأرنب، كما أن بعضها يُكتشف في السنة الأولى أو الثانية من عمر الطفل، كتشوهات القلب الولادية أو نقص السمع، وتتراوح هذه التشوهات ما بين الطفيفة التي لا تؤثر على الطفل أو الكبيرة التي تسبب الإعاقة أو حتى الوفاة.
أسباب حدوث تشوهات الجنين شرب الكحول خلال فترة الحمل، وتناول أنواع معينة من الأدوية خلال فترة الحمل، كالأدوية الخاصة بعلاج حب الشباب، واليود المشع، والأدوية التي تحتوي على التستوستيرون، والتدخين.
ومن العوامل البيئية التعرض للأشعة بجرعة عالية خلال الحمل، وزواج الأقارب، وكذلك الإصابة ببعض الأمراض الفيروسية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، مثل الحصبة الألمانية أو فيروس التكسوبلازما.
تظهر تشوهات الجنين عند تشخيص بعض أنواع التشوهات التي تصيب أجهزة الجنين مبكراً خلال الأشهر الثلاثة الأولى، وهناك أنواع أخرى يتم تشخيصها بعد ستة أشهر من الحمل، وأنواع أخرى بعد الولادة وبشكل خاص التشوهات الشكلية، كما يتم اكتشاف أنواع أخرى بعد فترة من الولادة، وبشكل خاص التشوهات المتعلقة بوظائف الأعضاء.
ومن أسباب تشوه الجنين سوء التغذية، وحسب دراسات عديدة أن ٩٤% من تشوهات الجنين تحدث بالدول الفقيرة أو التي تنتشر فيها الحروب والعنف، لأن سوء تغذية الحامل وعدم حصولها على الكالسيوم وحمض الفوليك يسبب تشوهاً بالعمود الفقري، بالإضافة للأمراض المعدية كمرض الحصبة أو الزهري والجدري أو الهيربس أو النكاف وارتفاع درجة حرارة جسم الحامل أكثر من ٣٩ درجة مئوية تحديداً بين الأسبوع الرابع والرابع عشر من الحمل، فهذا يسبب تشوهات خلقية للجنين، وكلما تقدم عمر الحامل ازدادت نسبة التشوه، وتصاب نسبة ٣٠% من المواليد بخلل في الكروموسومات، وفي مقدمتها المنغولية المعروفة باسم التثلث الصبغي ٢١، ومن الأسباب العامة للتشوه الأدوية والعقاقير الطبية بدءاً من الأسبرين حتى أي فيتامين لا يتناول إلا بإشراف طبيب مختص بالإضافة إلى عدم الإفراط باستخدام الأصباغ ومستحضرات التجميل وكريمات التفتيح.
طرق الكشف عن تشوهات الجنين تكون بإجراء فحص ثلاثي أو رباعي الأبعاد باستخدام الموجات فوق الصوتية في الأسبوع الثالث عشر من الحمل، وإجراء فحوصات الدم الثلاثية في الأسبوع الثالث عشر والرابع عشر من الحمل، وإجراء فحص رباعي الأبعاد في الشهر الخامس لتفحص أعضاء الجنين، وإجراء فحص للسائل الأمنيوسي في الأسبوع السادس عشر للكشف عن الأمراض الوراثية، والعيوب الخلقية من خلال فحص الكروموسومات.
أهم تشوهات الجنين تشوهات القلب تشكل ربع تشوهات الجنين، وتتراوح شدتها ما بين الخفيفة، مثل: الفتحة الصغيرة بين البطينين أو الأذينين، والتي تغلق وحدها، والتشوهات المعقدة التي تسبب الوفاة.
تشوهات الجهاز العصبي: تشمل الدماغ والنخاع الشوكي، وتعتبر أكثر خطورة من تشوهات القلب، ومن أهمها: وجود كتلة أسفل ظهر الطفل، وغياب الدماغ، وصغر حجم الجمجمة أو غياب جزء من الجمجمة، واستسقاء الدماغ.
تشوهات الجهاز البولي: مثل: الإحليل التحتي، وانقلاب المثانة، وعدم نزول الخصيتين.
تشوهات الجهاز الهضمي: مثل: انسداد الأمعاء، والفتق الحجابي، وتشوهات المريء.
تشوهات جلدية: مثل: الوحمات الوعائية، والأورام الوعائية، والطفل الكولوديوني. تشوهات الجهاز العضلي: مثل: خلع الورك، وتعدد الأصابع أو التحامها، والتحام أو التصاق التوءم.
تشوهات العين: مثل: الزرق الخلقي، والساد الخلقي، وغياب العينين الخلقي. خلل في الصبغيات: مثل: متلازمة داون وتناذر باتو.
على المرأة الحامل مراقبة جنينها بشكل مستمر وتطبيق نصائح الطبيب والابتعاد عن كافة المواد التي تأثر سلباً على جنينها حتى تلد طفلها بصحة دون عيوب أو تشوهات.