تداولت مصادر إعلامية مؤخرا، أنباء تفيد باعتقال نظام الأسد، لرئيس منظمة “الهلال الأحمر السوري” ورجل الأعمال المقرب للنظام خالد حبوباتي.
و أكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن عملية الاعتقال جرت يوم الخميس الماضي بتهم تتعلق بالفساد واختلاس مبالغ مالية طائلة تقدر بمئات الملايين من العملة السورية.
وفيما لم يتم التحقق من صحة اعتقاله، فقد سبق لـ”حبوباتي” في شهر آذار/ مارس من هذا العام، أن أطلق تصريحات ينفي فيها، دخول سلاح إلى المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد، في الغوطة الشرقية، وهي القضية التي دفعت النظام لاعتقاله، بحسب “المرصد”.
من هو حبوباتي؟
خالد حبوباتي، هو رجل أعمال دمشقي ومن أسرة ثرية، وصهر رجل الأعمال الشهير في دمشق، راتب الشلاح، وعينه نظام الأسد نهاية عام 2016 رئيساً لمنظمة “الهلال الأحمر السوري”، بدلاً من عبد الرحمن العطار، الذي أمضى أكثر من 25 عاماً من حياته رئيساً للمنظمة.
وحبوباتي مؤسس وشريك لعدد كبير من الشركات، من مثل شركة “نادي المحيط” و”شركة الرخاء للتجارة” و”شركة ميرا للخدمات” و”شركة ميرا للاستثمار السياحي” و”شركة لينا للاستثمارات”، بحسب موقع “الاقتصادي”.
و كان يملك أيضا، نادي الشرق وسط العاصمة دمشق، أحد أبرز المطاعم التي كانت ترتادها النخبة السورية من رجال الأعمال والمسؤولين الكبار والدبلوماسيين، وقد باعه في نهاية العام 2009 لرجال الأعمال موفق القداح.
موقفه من الثورة..
وعن دور رئيس “الهلال الأحمر” في دعم نظام الأسد وموقفه من الثورة السورية، فضل حبوباتي الوقوف بجانب النظام، حيث عمد الأخير إلى الاستفادة من علاقة حبوباتي الواسعة مع رجال الأعمال السوريين، الذين كان أغلبهم من رواد مطعمه، من أجل إقناعهم في دعم النظام، وبالذات ممن غادروا البلد.
ويروي مقربون من رجل الأعمال فراس طلاس الموجود في الإمارات، أن حبوباتي قصده أكثر من مرة، وقدم له ضمانات بالعودة إلى سوريا وعودة جميع أمواله وأعماله إليه، مقابل الخروج علناً والاعتذار من النظام، لكن طلاس رفض، ونفس الشيء فعل مع رجل الأعمال عماد غريواتي وموفق القداح وغيرهم ممن التزموا الحياد تجاه الثورة السورية، وفقاً لموقع “اقتصاد مال وأعمال”.
كيف دعم الأسد منظمته؟
ارتبط “الهلال الأحمر” بنظام الأسد وقتاً طويلاً، وتلاشى أي مؤشر على استقلال هذه المؤسسة بعد 2011، عندما جمَّدَت الحكومة انتخابات الهلال الأحمر إلى أجَلٍ غير مسمى، وتخلَّصت من أعضاء الإدارة المستقلين، وفصلت طاقم العمل المؤهل.
وبحسب تقرير نشرته مجلة” Foreign Affairs ” الأميركية في سبتمبر/ أيلول الماضي، أكدت خلاله أن مساعدات الأمم المتحدة أسهمت في دعم نظام الأسد، بطريقة غير مباشرة، بنحو 30 مليار دولار، دفع منها رواتب رجاله وحتى مستلزمات أجهزة المخابرات، وذلك بتسخير النظام لـ”الهلال الأحمر” كبوابة للحصول على تلك الأموال.
كما اخترقت مخابرات الأسد، الذين يقدمون أنفسهم باعتبارهم مُتطوِّعين، صفوف المنظمة أيضاً، وفقاً لمُتطوِّعين سابقين بـ”الهلال الأحمر” تحدَّثت معهم المجلة، وبعد هذه التغيُّرات، باتت سياسة “الهلال الأحمر” غير الرسمية الجديدة هي تقديم مساعدات الأمم المتحدة وفقاً لمعايير الموالاة والانحياز إلى النظام. ويتعرَّض طاقم العمل والمُتطوِّعون الذين يخرقون هذه القواعد للسجن والتعذيب وحتى القتل.
أسس أول نادي قمار بسوريا..
حبوباتي أيضاً، هو أحد هذه الشخصيات التي وقع عليها الاختيار، لتلعب دوراً خطيراً، وغير مسبوق في المجتمع السوري، وكان ذلك في منتصف العام 2010، عندما بدأت الأوساط الاقتصادية تتداول خبراً مفاده أن تم الترخيص لكازينو في دمشق على طريق المطار، وعلى غرار كازينو لبنان، لألعاب القمار واللهو.
وعلى الرغم من تداول وسائل الإعلام السورية حينها، الخبر كشائعة بدون مصادر، إلا أنه تبين فيما بعد أن الخبر حقيقي، وأن حبوباتي حصل على ترخيص الكازينو، والذي جرى افتتاحه بالفعل نهاية العام 2010.
لكن الملفت أن جميع الجهات الحكومية نفت إعطائه الترخيص بما فيها رئيس الوزراء آنذاك، محمد ناجي عطري، الذي تم استدعائه إلى مجلس الشعب بعد أن وصل الخبر لرجال الدين، الذين شنوا حملة كبيرة عليه، وقيل أنهم شكلوا وفداً برئاسة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي والتقوا بشار الأسد، الذي أمر بإغلاق الكازينو مع بداية أحداث الثورة السورية.
وبحسب مانقله موقع “العربي الجديد” في تقرير سابق، فإن حبوباتي لم يكن المالك الوحيد للنادي الجديد، والضوء الأخضر الناعم لفتح الكازينو كان قد أمر به بشار الأسد، مكلّفاً صديقه الفنان التشكيلي ابن محافظة طرطوس، ياسر حمود بإطلاق هذا المشروع “التنموي”.
المصدر: مواقع إعلامية