حملة عنيفة يقودها النظام مؤخراً برفقة حليفته روسيا ضد المناطق المحررة في مدينة حلب وريفها، ارتكب فيها مجازر مروعة بحق المدنيين، وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية، وركَّز فيها قصفه على الأماكن المأهولة بالمدنيين العزل؛ ليزيد عدد الضحايا والمصابين؛ ويزيد أيضاً حجم الألم والكارثة.
فشهدت أحياء حلب المحررة وأريافها على إثر ذلك أحداث قتل ودمار ودماء بشكل يومي، إنَّه عمل إجرامي ووحشي مركز على مدار 24 ساعة، حيث تكاد الغارات الجوية والقصف بالمدفعية والصواريخ لا تهدأ.
لذلك كان على الجميع تكثيف الجهود وتوحيدها ضمن مسار عمل موحد يمكنه على الأقل تقديم المساعدة والعون للمدنيين الذين هم الضحية الأبرز في كلِّ مشاهد القتل والدمار، أنشئ فريق جديد سمي بفريق “إخلاص للإخلاء”، مهمته مساندة الفرق والمنظومات الأخرى كالدفاع المدني والإسعاف والإنقاذ وشفق في إجلاء المصابين والشهداء، والوقوف معهم في سبيل بذل المزيد من الجهود.
هذا وقامت صحيفة حبر الأسبوعية بإجراء لقاء مع رئيس الفريق والمسؤول عنهم ” جمعة الحلبي” وسؤاله عن الأسباب التي أنشئ من أجلها الفريق، وما هي المهام التي يقوم بتقديمها، إضافة إلى الخدمات التي يمكنه القيام بها.
أجابنا الحلبي حول هذه التساؤلات بقوله: “تأسس الفريق منذ حوالي الشهر، الفريق مؤلف من 12 شخص، 6 مسعفين، و6 سائقين، يوجد لدى الفريق 3 سيارات إسعاف تابعة لهم، مجهزة بأهم المستلزمات الطبية التي قد يحتاجها المصاب ريثما يتمُّ إيصاله إلى المشفى، سواء احتاج إلى ضماد جرح أو إيقاف نزيف أو غيرها من المستلزمات، بمعنى أدق تقديم الإسعافات الأولية التي من شأنها أن تخفف الإصابة قدر الإمكان.
يتركز عمل الفريق على عدة نقاط أهمها: المساعدة في استخراج العالقين تحت الأنقاض، وإخلاء الضحايا والمصابين من مكان القصف، إضافة إلى محاولة ابعاد المدنيين عن المنطقة التي قصفت خوفاً من معاودة استهدافها بغارة أخرى.
كما يعمل الفريق على نقل الحالات الحرجة إلى مشافٍ خارج المدينة في الريف أو إلى المشافي الحدودية ويقوم بمساعدة المصابين في كل ما يحتاجونه.”
وتابع الحلبي قائلاً: “من ضمن المهام التي يقوم الفريق بها أيضاً، القيام بعملية زيارات دورية إلى مجالس الأحياء المحلية، خاصة ضمن المناطق التي تعرضت للقصف وسؤالهم عن أوضاع المدنيين الذين تعرضت منازلهم للقصف، ومن ثم تأمين مكان آخر لهم، حيث يتم نقلهم بسيارات الفريق إلى أماكن أخرى كالريف أو المخيمات الحدودية”
ونوَّه الحلبي إلى أنَّ تكاليف النقل والطريق وغيرها كلها يتكفل بها الفريق، وذلك مراعاة لأوضاع الناس، خاصة الذين وضعهم المادي صعب جداً.
لقاء: عمر عرب