وفاء عنان |
يحذر الأطباء دائماً من الأمراض الوراثية، ولذلك ينصحون بالابتعاد قدر الإمكان عن زواج الأقارب، وإجراء الفحوصات قبل الزواج، فزواج الأقارب له أضراره على المرأة المتزوجة من قريبها، وعلى الأطفال بعد الولادة؟
(محمد) طفل من الأطفال وقع ضحيةً لزواج الأقارب، يبلغ محمد من العمر عشرة أعوام، فهو يعاني من ضمور دماغي يسبب له ضعفًا في النظر وصعوبة كبيرة في النطق، إضافة إلى أنه لا يستوعب أي شيء!
يقول (عبد الله) والد الطفل محمد: “ابني محمد، كما ترون، يعاني من صعوبة النطق والفهم وضعف النظر، وهو يرتدي نظارات ليرى أمامه، كما أنه محروم من التعليم، إذ إنه لا أحد يستطيع التعامل معه، ونحن لا نسمح له بالخروج بمفرده لأنه ربما يتعرض لحادث مرور، فهو لن يسمع زمور السيارة أو يعي وجوده في خطر.”
حاليًا يعاني (عبد الله) والد الطفل محمد من صعوبة توفير العلاج لطفله.
زواج الأقارب لا يقتصر على المجتمع العربي فقط لكنه منتشر في العالم أجمع، فمتوسط نسبه زواج الأقارب تصل إلى 10% إذ أظهرت نتائج المسح الوراثي أن الأطفال الذين يولدون من أم وأب من العائلة نفسها تكون أوزانهم أقل من المعدل الطبيعي، إضافة إلى زيادة فرصة الإصابة بمرض (الجلاكتوسيميا) وهو مرض وراثي يسبب اضطرابًا في عمليه الهضم والإصابة بمرض التنكس الكبدي وفقر الدم المنجلي والضمور الدماغي ومتلازمة داون والعيديد من أمراض الدم والأمراض الوراثية.
أظهرت الدراسات أن المرأة الحامل المتزوجة من قريبها عرضة للإصابة بالعديد من الأضرار ومنها الإجهاض، وفقر الدم أثناء الحمل وزيادة فرصة الولادة المبكرة وزيادة فرصة إجراء الولادة القيصرية.
وقد أضاف الدكتور (عبد الكريم الإبراهيم) في حديث لصحيفة حبر وهو دكتور في مشفى قاح أن فرصة الإصابة بالأمراض الوراثية لدى الأطفال تزيد كلما كانت صلة القرابة أقوى وذلك بسبب تماثل الجينات، فعندما يكون الأقارب من الدرجة الأولى فإن فرصة الجينات المتماثلة تكون أكبر، وبالتالي يزيد من معدل الإصابة بالأمراض الوراثية.
كما اضاف الدكتور عبد الكريم أنه على جميع الشباب والفتيات المتقدمين للزواج سواء من زواج أقارب أو أباعد أن يحصلوا على استشارات أوليه قبل الزواج وإجراء جميع التحاليل التي تختص في هذا الأمر، كما أنه يجب متابعة الدكتورة النسائية بعد الحمل للكشف عن إذا ما كان الجنين سليمًا أم مشوهًا خاصة في زواج الأقارب.