محمد العباس |
بعد أن سيطرت قوات نظام الأسد بمساندة طائرات روسيا والميليشيات الموالية لإيران على مناطق واسعة في سورية وتهجير سكانها، توجه معظم أبناء تلك المناطق وخاصة الجبلية منها إلى مناطق مشابهة على الحدود السورية التركية وخاصة مدينتي (سلقين، وحارم) كونها مناطق حدودية وجبلية، بالإضافة إلى أنها مناطق تشتهر بجمال طبيعتها وإطلالتها الجميلة على الأراضي التركية.
ومن هذه المناطق القريبة على الحدود، وعلى سفوح جبالها يخرج بعض السوريين للترويح عن أنفسهم ونسيان ما يحصل في بلدهم، فهي تشتهر بجمال منظرها وطبيعتها الخلابة، حيث تطل سفوح تلك الجبال على الأراضي التركية وتتميز بمنظر خلاب وتجلب الأنظار، والحسرة هنا هل هي جمال تركيا والأمان فيها أم أنه الحرمان في البلاد؟
كما أصبحت هذه السفوح وأطلال تركيا وسيلة لكسب الرزق لبعضهم، فقط عليك أن تمتلك كوشة (غرفة صغيرة) تحيطها ببعض عيدان القصب مع إنارة ملونة وتقتني فيها بعض المشروبات كالقهوة والشاي وبعض المرطبات، حتى يقصدك الناس للجلوس في استراحتك (مكان للترويح عن النفس) وهكذا تصبح وسلة للرزق وترويح عن نفس الآخرين.
(خالد حروب) صاحب مطعم ومشاوي الخال على كورنيش سلقين يقول لحبر: “بعد هجوم قوات النظام على مدينتي (كفرنبل) اخترنا مدين سلقين لوقوعها على الحدود التركية وقرب طبيعتها من طبيعة مناطقنا، وبعد فترة وجيزة قمت بافتتاح مطعمي المتواضع وهو مشاوي الفحم على كورنيش سلقين، واخترت هذا المكان لطبيعته الجميلة وهو مقصد لجميع أبناء مدينة سلقين والنازحين إليها، المنظر جميل ورائع وهو فسحة للتنفس وسبيل للعمل وكسب الرزق أيضًا”.
في حين قال (تيسير الطه) في حديثه معنا: “أعمل على كورنيش سلقين منذ حوالي سبع سنوات، أحب هذا المكان كثيرًا فهو بعيد عن زحمة المدينة ويمتلك إطلالة جميلة، كنت أول من افتتح استراحة في هذه المنطقة واخترتها لجمال طبيعتها وروعة الجلوس فيها وخاصة في فصلي الربيع والصيف، أحببت الجلوس في المكان فجعلته وسيلة لرزقي”.
“أرتاد مثل هذه المناطق وأعشق الطبيعة والمناظر الجميلة، أجلس على الضفة الشمالية الغربية من كورنيش سلقين ما بين العصر والمغرب، وأيضًا في الليل وأحتسي قهوتي المفضلة، أنظر إلى تفاصيل الطبيعة الخلابة وامتداد كروم الزيتون والمحاصيل الزراعية بين الأراضي السورية والتركية، أتابع تعرجات نهر العاصي الذي يشكل فاصلاً طبيعيًا بين البلدين” هكذا قال (فراس درويشو) لنا متغزلاً في أطلال تركيا من سفوح سورية.
بينما تحسر (مصطفى حاج حميدو) على وضع البلاد في الوقت الذي ينظر فيه إلى لألأة الحدود التركية والإنارة الجميلة التي تظهر بشكل واضح من أطراف مدينتي سلقين وحارم شمال غرب سورية.
هكذا أصبح جمال الطبيعة بريف إدلب الشمالي الغربي وسيلة لراحة البال ومكانًا للتنزه مع العائلة والأصدقاء ومضمار رياضة للبعض، وجمالها ما يميزها عن باقي المناطق الداخلي.
وأخيرًا بكلمات قليلة اختصر أصحاب المحلات وزوار سفوح تلك المناطق المطلة بشكل مباشر على الأراضي التركية بالقول: “هي فسحة للراحة ووسيلة لكسب الرزق” فهنا شخص يتغزل بجمال طبيعة منطقته، وآخر عدها فسحة لراحة البال والترويح عن النفس ونسيان مرارة النزوح وصعوبة الحياة، وكثير منهم من عدها هِبةً من الله لكسب العيش وسد الحاجيات، وكل واحد منهم في تلك المناطق يوجد شيء في داخلة لا يمكن للأقلام أن تخط حروف مشاعره.