بقلم لين راشدلا أدري من أين أبدأ، وعن ماذا أتكلم، عن ألم وحرمان قاسيته؟ أم عن عطف وحنان عشته وعاينته؟ذاك الحضن الناعم الحنون هو الذي احتضنني بعد أن استشهد أبي وتزوجت أمي، حِضن جدتي الدافئ الذي كان مأوى ومرقدا لي. نعم إنَّها الجدَّة التي منحتني أحلى سنين العمر.فرعاية ودراية، وإطعام وسقاية، وتربية وتعليم.هي كانت بالنسبة إلي أم وجَدة، هي العين الساهرة على هنائي وراحتي.لن أنسى تلك اللمسات الحانية الهادئة التي كانت تمسح وجهي النائم ليلا.لن أنسى صدرها الحنون، ولن أنسى تعب الأيام وسهر الليالي في سبيل راحتي.لقد ملأت حياتي فرحا ومرحا، تفعل المستحيل في سبيل سعادتي، تشتري لي كل ما أريده، حتى الأحلام كانت تشتريها لي من الفضاء، حيث كنَّا نصعد سوية كل مساء بمركبة قصص “ما قبل النوم”لقد أنستني بحنانها واهتمامها بعد المسافات الطويلة بيني وبين أمي.عوضتني عن كل نقص” إلا عن الأب ” فلم يكن هناك من يغطي هذه الثغرة.لم أستطع إخفاء الدموع المغرغرة عندما أرى خالي عائدا من عمله وهو يحمل لأولاده ما لذَّ وطاب.كنت أنتظره وقت عودته من عمله لأمتع عيني بلحظة استقبال أولاده له، حيث تحلق الأحلام وتعانق عنان السماء.كنت أجلس طويلا خارج البيت وأراقب المكان الذي أتى منه خالي علَّه يأتي أبي الذي لا أعرفه،لكنني – وكالعادة – يحلُّ المساء علي منتظرة حيث تأتي جدتي وتمسك بيدي لتدخلني إلى البيت فأخلد إلى النوم باكية مخفية صوت البكاء وأنينه.فإليك يامن أعطيتني أحلى سنين العمر أقدم لك كلمات شكر وعرفان مدينا لك بالفضل بعد الله تبارك وتعالى، فمهما قلت ومهما فعلت فلن أوفيك أجرك يا جدتيفهيا أعطني يدك لنمضي سوية …