بقلم أ. أنس حشيشو
في ليلة العيد ترقُّ القلوب لتنسج نبضاتها أناشيد المحبَّة ،وتمتلئ وسائد الأطفال بالأحلام المزركشة .
فالعيد جُنَّة الأطفال، وما العيد بنظرهم إلا أكواماً من السكاكر الملونة وجيوباً ممتلئة بالنقود .
وماذا عن صباح العيد حيث يخشع المدى والآفاق فتطرب الأرض والسماء لجلال وبهاء نداءات التكبير التي تنبعث من المآذن العامرة بذكر الخالق .
ما العيد إلَّا ساعة صلحٍ وتراحم بين القلوب .. بين العتاب والود .
أرواحٌ تطير كأسراب الحمام البيض ونفوسٌ تشرق تزرع الابتسامة في حقول الألم .. تزرع الورد في شامنا الجريح، فأهل الشَّام وأطفالها من جيل التمكين لسان حالهم يقول سنفرح بالعيد ونسعى للتغيير فلن نيأس ولن نضجر ولن نملّ من طول الطريق ، وسيتحقق النّصر بمشيئة الخالق لا محالة في ذلك فهو وعد الرحمن لنا ولن يخلف وعده …
((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا )) النور/ 55
فسبحان من جعل الفرح عنوانًا لهذا اليوم المبارك، ومن رسم السعادة على قلوبٍ غلّفها الحزن وأحاط بها اليأس. فإظهار الفرح مشروع، بل هو شكر لله فلا تضيقوا واسعاً ولا تحرموا ما أحلَّ الله لعباده .
عيوننا تبكي وقلوبنا تقطر دماً ولكننا سنفرح لأنَّ أعيادنا عبادة، سنصل الرحم ونبذل الصدقات وستعلو المآذن بالتكبيرات لأنَّ أعيادنا عبادة .
سنسير عل الدرب ونجدد العهد مع الله وسنبقى مناصرين للمظلوم، وسندخل البهجة والسرور إلى قلوب الأيتام وبيوت الثكالى …لأنَّ أعيادنا عبادة .
أخي الحبيب: لأهلك نصيبٌ من تلك السعادة فلا تحرمها نفسك وإخوانك، بادر بالسؤال عنهم وتهنئتهم وإدخال السرور على قلوبهم.