من منا كان يحب الذهاب إلى المدرسة كل صباح؟
سؤال محير…ولكننا نعلم إجابته بالتأكيد، فالبعض منا كان يكره الاستيقاظ مبكراً والذهاب الى المدرسة خاصة تلك التى تستغرق مسافات طويلة للوصول إليها، والقيام بالواجبات وايضاً المذاكرة من اجل دخول الامتحانات.
أمر مزعج أليس كذلك؟
وعلى الرغم من أنه كان ممل بالنسبة لنا فى طفولتنا، إلا أننا كنا نحب الذهاب إليها لإكتشاف ذلك العالم الجديد، ولكن هل يا ترى ما كنا نطبقه من نظام مدرسى فى طفولتنا هونفسه ما يفعله الأطفال فى كل مدارس العالم؟
ربما نعم، وربما لا، دعونا نتحرى هذا الأمر.
اختلفت وسائل التعليم في العالم عما كان في الماضى كثيراً، وتنوعت بشكل كبير كلاً بحسب الاختلافات بين ثقافات الشعوب وعاداتها، ولكن بقي الهدف واحداً، وهو زيادة الوعى وبناء مفاهيم إيجابية لدى الاجيال الجديدة.
ومثلما كان هناك وسائل مختلفة لتلقى الدارسين للتعليم بمختلف صوره بطرق حديثة ومتطورة، إلا أن بعض المدارس حول العالم تفردت بهذا الأمر، وكان منها من قدم أساليب تعليمية مختلفة لطلابه كان بعضها برغبة ممن وضعوها، والبعض الآخر كان بفعل ظروف بيئتهم، حيث لم توقفهم الحياة الصعبة أو الظروف الخطيرة أو الفقر الشديد من متابعة التعلم ولو كان ذلك بالقيام بمدرسة لا تمت للمدارس المتعارف عليها بصلة، لكنها اكتفت بجمع الطلاب مع مدرسهم في مكان واحد مع هدف واحد هو التعلم..
1- التعليم بدون مناهج أو امتحانات:
تعد هذه الوسيلة في التعليم هي الأغرب على الإطلاق، فهي بمثابة الحلم لجميع الطلاب بلا استثناء، فإذا كنت تبحث عن مدرسة بلا مناهج دراسية أو امتحانات، فإليك مدرسة بروكلين.
هذه المدرسة تم تأسيسها فى مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية فى العام 1975 م، وهي أول مدرسة حرة في المدينة، وتعتمد بشكل رئيسي على نظام التعليم الذاتي لطلابها، فهى لا تقوم بأي امتحانات، بل إنها لا تقوم بشرح أي مناهج دراسية، ولذلك لا يوجد بهذه المدرسة أية مؤهلات أو شهادات دراسية.
يمكنك فيها أن تفوت فصولك متى شئت وعدة مرات أيضاً، كما أنها تتيح للطلاب حضور الفصول التي يريدونها دون تقييدهم بجدول معين، حيث يمكنهم كتابة واستعراض فصولهم المفضلة من فصول الطبخ أو الرقص أو التشريح أو علم النفس أو الأعمال التجارية، التصوير بالفيديو أو حتى مشاهدة الرسوم المتحركة، وحضور ما يشاءون منها، ويشارك بعض المتطوعين في التدريس للأطفال بالمدرسة.
يشارك فيها الطلاب في تصميم الفصول بل وإدارة المدرسة أيضاً، ويتم ذلك في اجتماع أسبوعي يشارك فيه الطلاب والمعلمين وتتساوى فيه أصواتهم، ويتم تمويل المدرسة من خلال الرسوم المدرسية والمنح والتبرعات.
وتنقسم (مدرسة بروكلين المجانية) إلى مجموعتين، الأولى هي من عمر ال 4 سنوات وحتى ال 11 سنة، والثانية من عمر 11 سنة وحتى ال 18 سنة، والطلاب يكونوا هم المسؤولين عن كل شيء، فقط يدخل المعلمين إلى الفصول ليكونوا منسقين ليس إلا.
2- مدرسة جولو الإبتدائية:
جولو هى مدينة معروفة فى الصين، الطريقة الوحيدة للوصول إلى هذه القرية هى من خلال ممرات ضيقة جدا بين الجدران الصخرية والجسور المتهالكة، وبين هذه الجبال تقع مدرسة (جولو).
المدرسة تضم مدرس واحد فقط وهو الجنرال ” كوى يونيو” والذى جاء إلى جولو عندما كان فى ال 18 من عمره، وعمل كمدرس بالمدرسة.
وقد اهتم أبناء القرية فى ترميم المدرسة وجعلها مهيئة للطلاب للدراسة بها، وعلى الرغم من كونها بعيدة عن المدينة، إلا أن الطلاب يحرصون على الذهاب اليها والصعود الى الجبل لتلقى العلم.
3- مدرسة في محطة القطار:
هى وسيلة لتعليم الاطفال، تم ابتكارها فى احدى قرى الهند لمساعدة الاطفال – خاصة من يعملون بمحطات القطار – على التعليم من خلال ذهاب بعض المعلمين اليهم بدلاً من ذهابهم الى المدرسة وترك عملهم.
مدرسة محطة القطار تقوم بتعليم الاطفال القراءة والكتابة من خلال استخدام مفردات من الموسيقى والأغانى ومسرح العرائس، كما يقدمون لهم الطعام والدواء بحيث يكون لديهم الحافز الكامل للدراسة.
4- تعليم تحت الأرض:
مدرسة آبو ، أو” المدرسة السرية ” وهي في الولايات المتحدة الامريكية، يرجع تأسيسها إلى ذروة الحرب الباردة بين امريكا والاتحاد السوفيتي، قرر وقتها الرئيس الأمريكى جون كيندى تأسيس مدرسة سرية، ويمكنها أن تتحول لمأوى أيضاً للمتضررين من الحرب.
وتقع المدرسة في منطقة (أرتيسيا) في (نيو مكسيكو سيتى)، والمدرسة بالكامل تحت الأرض، ولديها 3 مداخل مختلفة وكلاً منها محمية ببوابة مصنوعة من مادة الفولاذ، بالإضافة إلى بوابات مدرعة ومؤمنة بشكل كامل وقادرة على الصمود أمام الإشعاعات والانفجارات.
المدرسة رغم عدم تعرضها لأى هجوم، إلا أنها ظلت مغلقة بسبب تكلفة صيانتها المرتفعة جداً، ولم يتم الإستفادة منها، وتم إدراجها ضمن السجل الوطنى للأماكن التاريخية عام 1999م.
5- التعليم الذكي:
وهي أحدث وسائل التعليم التي تم تطبيقها فى العالم، وتلتزم بها مدرسة المستقبل والتي تم تأسيسها فى غرب فلادلفيا فى عام 2006م.
الدراسة في هذه المدرسة تعد هي الحلم لأبناء جيل القرن الحادى والعشرين والنقلة النوعية لأنظمة التعليم في العالم، حيث أن نظام الدراسة بها هو الأحدث والأكثر تطوراً على مستوى العالم.
وتتم الدراسة عن طريق الاجهزة الذكية، حيث أنها لا تحتوى على أية كتب، ويحصل كل طالب على جهاز كمبيوتر خاص به، كما يستخدم المعلمين شاشات العرض واللوحات الذكية لشرح المواد العلمية للطلاب.
كما أن للطلاب صناديق خاصة مؤمنة تماماً لحفظ متعلقاتهم الشخصية ويتم فتحها عن طريق بطاقة للمرور خاصة بهم، ولا يمكن لأحد غيرهم ان يلمسها.
6- المدرسة العائمة:
وظهر ذلك النوع ببعض مدارس (بنجلاديش) والتي تعد من الدول المتضررة بشكل كبير بمياه السيول والتي تعاني من فيضانات مدمرة في كل عام، ويعاني مئات الأطفال من صعوبات كبيرة في التنقل والحركة من أجل الوصول إلى مدارسهم، لذلك جاءت فكرة (المدرسة العائمة) وهي فصول دراسية تُبنى على متن قارب يقوم بحمل هؤلاء الأطفال وتلقي دروسهم داخله، وقد لاقت هذه الفكرة القبول لدى تلك المناطق التي تعاني من الفيضانات المتكررة.
وزاد عدد تلك المدارس العائمة حتى وصل إلى نحو 50 مدرسة، ضم بعدها فصول لأجهزة الكمبيوتر مزودة بأجهزة اتصال (واى فاى) ومكتبات وكذلك العيادات التى تقدم خدماتها لآلاف الطلاب.
وساعدت هذه الفكرة نحو مليون طالب منذ بداية الفكرة فى 2002 م.
7- الكهف المدرسي:
في واحدة من أفقر مناطق الصين وداخل قرية صغيرة تسمى (تشانغ دونغ) والتي كانت بعيدة تماماً عن أي مظهر من مظاهر الحياة الموجودة فى المدن، والتي كان أغلب سكانها يعيشون في كهف عملاق يقع على بُعد 5900 قدم فوق سطح البحر، والطريقة الوحيدة للوصول إليه هوالسير على الأقدام لأكثر من ساعة بين الجبال.
ولمساعدة أطفال العائلات التي تعيش بهذه المنطقة للحصول على تعليم جيد، قام سكان القرية بخلق مدرسة لهم داخل كهف ضم 6 فصول، بكل فصل مايزيد عن 200 طالب جاءوا من القرية ومن المناطق النائية المحيطة بهم بحثاً عن العلم والمعرفة.
لكن أعلنت الحكومة الصينية آنذاك فى العام 2011 أن بلدها ليس مجتمع كهوف وتم إغلاق المدرسة الى الأبد، ومنذ ذلك الوقت وجب على الاطفال السير على أقدامهم لأكثر من 5 ساعات لتلقي التعليم في المدارس المجاورة لبلدتهم.
المصدر: أراجيك