بقلم : رئيس التحريرإنَّ القوة الخارجية التي تمتلكها السيدة أمريكا إضافةً إلى جمالها الخارجي يجعلانها تظنُّ أنَّ باستطاعتها الجلوسَ على ظهور الشعوب واستعبادها، كما فعلت مع زعمائنا فاتخذت من ظهورهم مقعدًا لها، فكلما عقرت ظهر واحد منهم أتت بغيره، فغرتها أمانيها وغرتها كثرة محبيها وعبيدها، فلم تحسب لجرأتها حسابًا.وقد ظنت تلك الثرية التي تغسل أقدامها كلَّ يوم بأنهار النفط المهداة إليها من قبل حبيبها (يعرب بن عربان)، ظنت أن فواتير الدماء والسياسة والمال التي ستدفعها في بلاد المسلمين كفواتير الماء والكهرباء التي تدفعها في البيت الأبيض، ولذلك جنَّ جنونها عندما وصلتها فاتورة طيشها ونزقها في بلاد المسلمين، فشقت جيوبها ونفشت شعرها وولولت، ثم علمت أنَّ ما في جعبتها لا يكفي لدفع تلك الأرقام الباهظة، ولذلك صنعت لها رؤيا جديدة من بنات أفكارها تقوم على انسحابها من ميادين الحروب المفتوحة على المسرح أمام النظَّارة، إلى العمل خلف الستارة حيث تؤدي دور الإخراج بهدوء بأدواتها الأنثوية الخاصة وبقوتها الناعمة كالاقتصاد والثقافة والإعلام، والأهم من ذلك كله استغلال خطابها وعشاقها وفدائيوها وعيالها غير الشرعيين الذين سينفذوا وصايا أمهم التي تصرف عليهم بالدولار، وسينفذوا سياساتها الرامية إلى تشكيل مفهوم جديد للعلاقات الدولية ومفهوم جديد للإسلام الحداثي وطريقة مستحدثة في كيفية التعامل مع المسلمين والمتمسلمين.فأمريكا اليوم تدخل المطبخ العربي وفي يدها كتابها الجديد الذي وضعت فيها خبراتها و(نَفَسَها) في إعداد الوجبات السريعة والبطيئة، وجديدها أن الطبخات المقدمة لنا محلية 100% من مواقد الفحم إلى البندورة البلدية إلى زيت الزيتون الكردي إلى شرائح لحم الشعب المسلم الذي سيُطلب منه أن ينهش لحمه بأسنانه ويشكر الشيف (أوباما) ومساعده (كيري) وكل من وضع أصابعه الذهبية في هذه الوجبة الدسمة.فالصراع يأخذ شكلًا جديدًا مختلفًا عمَّا قبل، وهو أخطر من ميادين القتال العسكري حيث يلتقي السيف بالسيف والرصاصة بالرصاصة، لأن السيدة العجوز تريد أن تستريح من المشوار الطويل المليء بالمتاعب والصعوبات التي عكرت مزاجها في أكثر من بلد مسلم، والذي أكل من شبابها وعمرها وذهب برونق بشرتها ونضارتها، فرغبت أن تخرج بأقل الخسائر لتدير الحرب وهي جالسة في قصرها.وإيمانًا بالعمل التطوعي، وعملًا بمبدأ عدم النوم بين القبور عرض المستعربون والمتمسلمون والجماعات ذات القبعات الرمادية خدماتهم على أمريكا من دون مقابل، إرضاء لقلب سيدة العالم المتمدن وكرمى لعيونها.فليس غريبًا إذًا أن تجمعَ أمريكا عيالَها بالتبني الموزعين على الأرض السورية لتربيهم فترًا فترًا، ولتدربهم وتصنعهم على عينها، لينشؤوا معتدلين متسامحين محبين مسالمين ناشرين للإسلام الصحيح الذي تؤمن به أمريكا وتدافع عنه، غير متطرفين أو متعصبين أو متزمتين أو ناشرين للإسلام غير الصحيح الذي لا تؤمن به أمريكا، فينالوا شرف لقب (المعارضة المعتدلة).ولقد طلبت أمريكا من عيالها أن يطيعوها وأن يقبلوا يديها ورجليها، وألا يقولوا لها أفٍّ، وهددتهم بالغضب عليهم غضبًا شديدًا، فما كان من العيال البررة إلا الإحسان إلى الـ (ماما) المزيفة، فقالوا لها قولًا كريمًا ومعروفًا، وغنُّوا لها (يا ست الحبايب يا أمريكا)ولعل الأيام القادمة تكشف للأطفال الصغار الذين تجاوزت أعمارهم الثلاثين والأربعين أن ست الحبايب ليست أمهم ولم تذق طعم الأمومة في حياتهاستُبدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلًا وَيأتِيكَ بِالأخبارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ