أسعد الأسعد |
تعمل منظمات المجتمع المدني و الجهات الطبية الفاعلة في الشمال السوري المحرر على إعطاء النصائح والتدابير الأساسية التي تخفف من انتشار فيروس كورونا، والتي تأتي أهمها (النظافة الشخصية، وارتداء الكمامة).
إلا أن المناطق المحررة تعاني من نقص حاد بالمواد الطبية وغلاء أسعارها، وخصوصًا الكمامات التي هي الوسيلة الأولى للوقاية من فيروس كورونا المستجد.
و في مخيم (التح) الذي يقع في الطرف الجنوبي لمدينة (معرة مصرين) شمال مدينة إدلب ، قامت إحدى النساء القاطنات في المخيم بمبادرة فردية هي الأولى من نوعها في مخيمات النزوح.
حيث سعت الخياطة (أم حسن) المهجرة من بلدة (التح) جنوب إدلب لصنع كمامات يدوية الصنع من خلال آلة خياطة قديمة وبعض الأقمشة القديمة التي تملكها.
و عن كيفية القيام بهذه المبادرة الفردية، وسبب القيام بها قالت أم حسن: “أعمل خياطة للثياب النسائية منذ زمن، وكنت أملك آلة خياطة آلية، إلا أنني فقدتها هي ومنزلي إثر غارة من الطيران الحربي بعد نزوحنا من القرية”
و أكملت (أم حسن): “سكنت في مخيمنا هذا وقمت باستعارة آلة الخياطة هذه من صديقتي لكي أجلب قوت أطفالي من خلال تفصيل وصناعة الألبسة للنساء.”
ونتيجة انتشار فيروس كورونا وأردفت قائلة: “عندما ظهرت بعض الحالات المصابة بفيروس كورونا في الشمال السوري المحرر، خطرت لي فكرة أن أصمم كمامة لنفسي ولأطفالي من خلال قماشة لثوب قديم لدي، قمت بتعقيمها ونسجها لتناسب وجهي، قمت بصنعها لأنني أعاني من مرض الربو المزمن الذي يسبب ضعفًا في مناعتي التي لا ربما يمكن أن تقاوم الفيروس.”
و عن صنعها الكمامات لأهالي المخيم، أوضحت لنا: “شاهد أهالي المخيم الكمامات التي صنعتها، فطرحت عليَّ إحدى جاراتي أن أقوم بصناعة الكمامات لها ولعائلتها، ومن هنا بدأت القصة، فأصبحت أقوم بتفصيل الكمامات للأهالي والأطفال في المخيم، هم يجلبون القماشة لي وأنا أقوم بصنعها وتسليمها لهم، و بذلك نقوم بوقاية نفسنا وأطفالنا من خطر الإصابة بهذا الفيروس.”
(نادية العلي) إحدى جارات (أم حسن) اللواتي يعيشن بالقرب منها، روت لنا عن كمامات أم حسن التي تقوم بصناعتهم لأطفال المخيم، حيث قالت : “شاهدت كمامة يضعها ابن أم حسن على وجهه وهو يلعب مع أطفالي، فسألته من أين جلبها، فقال لي إن أمه صنعتها له، فعقمت ثوبًا قديمًا لدي عبر غليه بالماء، ثم طلبت من أم حسن أن تصنع الكمامات لي. “
وأردفت (العلي): “سعر الكمامة الواحدة ما يقارب 800 ليرة سورية، التي تستعمل لمرة واحد، وليس لدي القدرة أن أشتريها لي ولأطفالي، أما الكمامة التي تحيكها أم حسن فيمكنني غسلها وإعادة استخدامها، هذا غير أن ألوانها وأشكالها المختلفة تختلف مع اختلاف القماش الذي تقوم بصناعتها منها.”
استطاعت أم حسن و عبر آلة خياط قديمة وصغيرة أن تجد حلاً تقي نفسها وأصدقاءها من الإصابة بفيروس كورونا، إضافة إلى أنها طرحت مبادرة من الممكن أن تنتشر في المخيمات الأخرى، فهي لا تحتاج إلا آلة خياطة وبعض الأقمشة.