عبد الحميد حاج محمد
أقامت مديرية التربية والتعليم في إدلب أنشطة صيفية في مدارس المحافظة، تم التركيز فيها على جوانب الدعم النفسي والجوانب التوعوية، وأيضا بغرض الترفيه عن الطلاب وخصوصًا في هذه الضغوط التي يتعرضون لها.
صحيفه حبر التقت الأستاذ (محمد جومي) رئيس شعبة الحماية والمكتبات في مديرية التربية في إدلب، الذي افتتح حديثه عن أهداف الأنشطة بقوله :
“الهدف أن يتمتع أطفالنا في هذه الأنشطة المتنوعة التي تعبر عن طاقاتهم وابتكاراتهم وإبداعهم في مجالات الترفيه والدعم النفسي والاجتماعي، ومن المعلوم أن الاهتمام بالجانب الترفيهي للطفل يسهم بصورة كبيرة في بناء وتطوير شخصيته وتدعيم إرادته وطاقته نحو النجاح والعيش بإيجابية في الحياة .
استمرت الأنشطة قرابه ثمانية أسابيع متواصلة، وتم استقبال الطلاب بشكل عام في المرحلة الابتدائية من الصف الأول وحتى الصف الرابع، وأشرف على الأنشطة كادر مختص وعلى رأسه مسؤول الحماية وأمين المكتبة الذيَن تقع النشاطات على عاتقهما، وأيضًا كان من ضمن الكادر معلمين صفوف ومدير لكل مدرسة.”
الأستاذ (مصعب حج محمد) مسؤول الحماية في مدرسة داديخ الحرة يقول لحبر: “إن مهامي بصفتي مسؤول حماية أن أقدم جلسات توعية لأهالي الأطفال لتوعيتهم في طريقة التعامل مع أطفالهم، وأيضا تقديم جلسات دعم نفسي للأطفال، أما مهام أمينة المكتبة فهي التي تعمل على تنظيم الأنشطة وتنفيذها بالتعاون مع الطلاب بالإضافة إلى قراءة القصص وتنفيذ مسرحيات.”
كما خصصت مديرية التربية منهاجًا خاصًا بهذه الأنشطة، وأعدت برنامجًا لتنظيم الدوام اليومي بين حصة التعليم وجلسات الأنشطة والترفيه وجلسات الدعم النفسي والتوعوي.
ويقول (جومي): “إن المنهاج يضم جلسات دعم نفسي خاصة في أعمار الأطفال وجلسات توعويه خاصة، بالإضافة إلى القسم العلمي وهو القراءة العلاجية والحساب العلاجي.”
ويضيف (حج محمد) بان هذه الدورات ذات أهمية كبيرة وخاصة للطلاب الضعفاء بالمدرسة؛ لأنها تعمل على إعادة وتكرار ما كان ناقصًا خصوصًا أنه هناك طلاب نازحين لم يستطيعوا الحصول على التعليم الكافي.
لم تساعد الظروف المحيطة من قصف وتهجير مديرية التربية في سير الأنشطة بشكل تام، وذلك لتراجع أعداد الطلاب بسبب الخوف من قصف قوات النظام للمدارس، أو بسبب النزوح، وفي هذا يقول مصعب: “في بداية انطلاق النشاط كان عدد الطلاب في مدرسة داديخ الحرة حوالي 325 طالبًا، لكن بعد حدوث موجات القصف التي شهدتها أرياف إدلب تراجع عدد الطلاب كثيرًا، حاولنا أن نعيد الطلاب إلى المدرسة من خلال عدة جلسات توعية للأهالي، فاستجاب البعض والنسبة الأكبر لم تلبِ هذه الدعوات بسبب الخوف من القصف العشوائي.”
ويقول (جومي) إن القصف أدى إلى إغلاق بعض المدارس لفترات مؤقتة، مما انعكس سلبًا على الوضع الأمني للمدارس.
ويختم جومي: “تشير الدراسات إلى أن الأنشطة الصيفية سواء كانت رحلات أم حفلات أم رسم أو مسرح، جميعها تعمل على الحد من الطاقة السلبية للطفل، فالأطفال يملكون طاقة كبيرة تجاه الحياة المعاشة، ويجب استثمار هذه الطاقة وإلا يُكبت مستواها لدى الطفل، بالإضافة إلى أنه يحمل في ذاته مخزونًا من الضغط النفسي نتيجة الضغوط الدراسية والاجتماعية لأشهر السنة، فالجانب الترفيهي في الأنشطة يقوم على تفريغ طاقات الطفل وضغوطاته النفسية ويجدد الطاقة الإيجابية مما يسمح له بالاستمرار للحصول على مزيد من ألوان النجاح والفاعلية .”
مع كل الظروف المحيطة تعمل مديرية التربية والتعليم بكل قدراتها للعمل على تقديم التعليم لكافه الأهالي من نازحين ومقيمين، يذكر أن الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد في الشمال المحرر يبدأ من تاريخ 7/ 9 /2019 في رحلة عام جديد في وضع أشبه بالمأساة.