عبد الملك قرة محمد |
تعد مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي (درع الفرات وغصن الزيتون) من أبرز المناطق التي قصدتها حشود النازحين من ريف إدلب وحلب طلباً للأمن بعد عملية عسكرية شنها نظام الأسد وروسيا، تمكن من خلالها من إطباق السيطرة على مناطق واسعة من القرى والبلدات التي كانت تحت سيطرة المعارضة.
26 ألف عائلة نازحة في مدينة الباب ومخيم يتسع لمئة عائلة فقط
تعد مدينة الباب من أكثر المناطق استقبالاً للنازحين وسط صعوبات في تأمين متطلبات الحياة وعلى رأسها المسكن الملائم مع محاولات من قبل المنظمات الإنسانية لتحسين الأوضاع الصعبة للنازحين.
(صحيفة حبر) التقت مع مدير مكتب الخدمات في المجلي المحلي لمدينة الباب للحديث عن أوضاع النازحين في البلدة.
السيد (إيهاب الراجح) قال لحبر: “استقبلنا في الباب 26 ألف عائلة نازحة، قدمنا مجموعة من الخدمات منها بطانيات ومود تدفئة ومبالغ مالية للأيتام.
وأضاف: “نعاني من قلة المساعدات المقدمة من المنظمات مقارنة بأعداد النازحين الكبيرة التي تصل مدينة الباب باستمرار.”
وعن تأمين المساكن للنازحين قال الراجح: “إن موضوع تأمين المنازل غير موجود عندنا وليس من اختصاصنا باستثناء الجهود الشخصية من قبل موظفي مديريتنا.”
وأردف: “تم إقامة مخيم صغير لحوالي ١٠٠ عيلة مقدم من بعض الأهالي في المدينة ونقوم حالياً بتخديمه بالمواد الغذائية والتدفئة.”
(محمد صالح) أحد النازحين في مدينة الباب شرقي حلب قال: “إنه قصد مدينة الباب بعد أن سمع أن أسعار المنازل فيها مقبولة قياساً بأعزاز وغيرها، لكنه تفاجأ عند وصوله أن الأسعار شهدت ارتفاعًا ملحوظًا بعد النزوح الأخير لأهالي ريف إدلب وحلب، كما أنه من الصعب تأمين بيت بسبب زيادة النازحين واستئجارهم لعدد كبير من البيوت في المدينة.”
(أخترين).. أسعار مناسبة للسكن ومخيمات بدعم (أفاد) التركية
تعد أسعار بيوت مدينة أخترين التابعة لمنطقة أعزاز مناسبة قياساً ببلدات ومدن أخرى، بحسب ما صرح المكتب الإغاثي في المجلس المحلي لمدينة أخترين في حديثه لصحيفة حبر.
وقال السيد (حسين النايف): “إن الخدمات المقدمة من قبل المجلس المحلي في مدينة أخترين للعائلات النازحة هي سلال إغاثية ومنظفات وسلال طوارئ للقادمين الجدد، وتخديمهم من نظافة ومياه الشرب عبر الصهاريج وخبز يوزع بشكل يومي.”
وأضاف النايف: “ويبلغ عدد العائلات النازحة في أخترين وريفها 3600 عائلة يقطن 1200 عائلة في أخترين المدينة و2400 عائلة في قرى أخترين منهم في المخيمات ومنهم في منازل.”
وعن المشاكل التي يعاني منها النازحون يقول: “تتركز المشكلات في عدم إيجاد منازل للسكن بسبب الأعداد الكبيرة من النازحين وقلة المنازل في أخترين، كما يقوم المجلس المحلي بتأمين العائلات النازحة بأماكن عامة كالمساجد وبعض المنشآت الخاصة بالاتفاق مع أصحابها بدون أجر.”
وأشار النايف إلى أن أسعار إيجارات المنازل المؤهلة للسكن في مدينة أخترين لا يتجاوز الـ 25 ألف ليرة سورية.
وكشف النايف أن المجلس المحلي والأهالي قاموا بتأمين بعض العائلات بمنازل غير مجهزة بشكل كامل، وعمل المجلس المحلي على بناء ثلاث مخيمات لتأمين العائلات النازحة التي عددها بالآلاف، حيث تم تجهيز تلك المخيمات ووضعت لجان إشراف عليها، كمخيم قبتان الذي بُني فيه ١٥٥ خيمة، ومخيم الحردانة الذي بُني ٦٥ خيمة، ومخيم بحورتة بني فيه أيضاً ٨٥ خيمة.”
وختم حديثه بالتنويه إلى أن منظمة (أفاد) التركية عملت على تأمين الخيم بالتنسيق مع المجلس المحلي، وتقوم بعض المنظمات الإنسانية على تقديم الخدمات اللازمة من فرش الخيم وتجهيزها ودعم العائلات النازحة بحصص غذائية ومنظفات ومستلزمات مطبخية ويتم تقديم مساعدات مالية من قبل أهل الخير والمحسنين.
مجلس قباسين: عدم توفر المأوى وفرص العمل للنازحين ينذر بحدوث كارثة
بلدة قباسين في ريف حلب تقع قرب مدينة الباب استقبلت أكثر من 1700 عائلة نازحة من ريف إدلب وحلب.
السيد (أحمد الأحمد) مدير الخدمات الاجتماعية في مجلس قباسين وريفها قال: “إن الخدمات قدمتها عدة منظمات لتأمين الاحتياجات منها هيئة الإغاثة الإنسانية والأيادي البيضاء ومنظمة وطن ومنظمة بنيان ومنظمة تراحم ومنظمة أفاد التركية، ومعظم الخدمات تركزت في الجانب الإغاثي كتأمين الخبز والمدافئ والإسفنجات وغيرها.”
وعن إيجارات البيوت قال الأحمد: “الإيجارات مضبوطة، حيث يبلغ متوسط الإيجار في قباسين وريفها حوالي 20 ألف ليرة سورية.”
ونوه الأحمد إلى أن المجلس المحلي أصدر سابقًا قرارًا حدد فيه سعر الإيجار، لكن لم يتم الالتزام به بسبب انخفاض سعر الليرة السورية أمام الدولار.
وأضاف أن “العائلات التي لا تملك ثمن استئجار منازل نحاول أن نعطيها بعض المنح لكنها بسيطة ولا تفي بالغرض، لكن من خلال الجهود مع المنظمات نحاول تأمين بعض احتياجاتهم.”
وختم حديثه مع حبر بقوله: “حجم الكارثة كبير.. 1700 عائلة موجودة ببقعة صغيرة وعدة عائلات تسكن في بيت واحد صغير وسط عدم توفر المأوى والعمل”.
محلي كلجبرين يناشد المنظمات عبر صحيفة حبر لتأمين الخدمات للنازحين
رئيس المجلس المحلي في بلدة كلجبرين بريف حلب السيد (علي الفارس) قال لحبر: “تم استقبال الأخوة النازحين والمهجرين، ويقدر عددهم بثلاثة اَلاف شخص ضمن منازل أهل البلدة والمدارس والجوامع، ويتم التعامل معهم كأهل البلدة المقيمين من ناحية كافة الخدمات من مياه ونظافة وخبز.”
وأضاف أن “أهم المشكلات التي يعاني منها النازحون هي المأوى والملابس والغذاء، وتم مخاطبة عدة منظمات بهذا الخصوص وتقديم عدة مساعدات على شكل ألبسة وأغذية وأغطية وبطانيات وإسفنجات، والتواصل جارٍ من أجل إحضار خيم لتسليمها للنازحين حسب الحاجة أصولاً.”
وكشف الفارس أنه “تم إصدار تعميم إلى أهالي البلدة لاستقبال وإيواء أهلنا النازحين وتخفيف الأجور عنهم، وبعضهم تم إسكانهم بشكل مجاني، وبسبب امتلاء المنازل تم استقبال بعض العائلات في الجوامع والمدارس، وتم طلب خيم من أجل توزيعها على المحتاجين، ويبلغ متوسط الأجور حوالي عشرة اَلاف ليرة سورية إلى خمسة عشر ألف ليرة سورية.”
وأشار إلى أنه “تم تقديم مساعدات من الأخوة الأتراك للنازحين على شكل مساعدات غذائية وتدفئة عن طريق منظمة IHH ووقف الديانة التركي وتم تقديم دعم من منظمة شفق أيضاً.”
وختم رئيس المجلس بتوجيه نداء عبر حبر للمنظمات بقوله: “نرجو إيصال صوتنا للجهات الداعمة والمعنية من أجل مساعدتنا في تقديم العون والمساعدة اللازمة لأهلنا المهجرين والنازحين.”
صوران.. مبادرات أهلية لتجاوز تقصير المنظمات في المدينة
تعاني مدينة صوران من تقصير المنظمات في تخديم المدينة رغم عدد النازحين الكبير فيها، مما دفع الأهالي لتشكيل مبادرات أهلية لتجاوز هذا التقصير وتأمين بعض الخدمات للنازحين.
(عبد القادر محمد) مدير المكتب الإعلامي لمدينة صوران، وأحد المساهمين في مبادرة تجمع فعل الخير قال لحبر: “إن تجمع فعل الخير مؤلف من عدة شبان يسعون لتأمين خدمات للنازحين.”
وأضاف أن “المجلس المحلي لم يصدر أي قرار لضبط أسعار الإيجارات، وهناك بعض المخيمات على أطراف المدينة، وثمة تقصير من المنظمات والجانب التركي في تقديم الخدمات للنازحين.”
وبحسب السيد عبد القادر فإنه تم تسجيل وإحصاء 920 عائلة من ريفي إدلب وحلب في مدينة صوران والمجلس المحلي قدم حصص نظافة وغذائية ووزع 100 دولار لمئة عائلة نازحة.
الجدير بالذكر أن منظمة التنمية المحلية أصدرت بيانًا رصدت فيه أسعار البيوت والخيم في ريف حلب وإدلب، واحتلت مدينة أعزاز المرتبة الأولى بغلاء سعر إيجارات البيوت بين مدن وبلدات ريف حلب الشمالي.