أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، اليوم الخميس، أنه لن يترشح لرئاسة حزب العدالة والتنمية في المؤتمر العام للحزب المزمع في 22 مايو الجاري، مما يمهد الطريق أمام اختيار شخص آخر لرئاسة الحكومة.
وأضاف أوغلو في مؤتمر صحفي بأنقرة، أنه سيترأس المؤتمر العام الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية يوم 22 مايو الجاري، مؤكدا أنه لن يترشح لرئاسة الحزب.
وتولى أوغلو منصب رئاسة الوزراء في 2014 خلفا لأردوغان الذي أصبح رئيسا للبلاد، غير أن خلافات كبيرة طفت على السطح بين الرجلين مردها بحسب الصحف لرفض أوغلو أن يظل تحت جبة الرئيس التركي.
وعقب اجتماع وصف بالعاصف بينهما أمس الأربعاء قرر الرجلان الاتفاق على الدعوة لمؤتمر استثنائي للحزب في أقرب وقت ممكن.
وقالت وسائل الإعلام المحلية إن المؤتمر الاستثنائي سيشكل فرصة لإزاحة داود أوغلو من قيادة الحزب وأيضا الحكومة، مضيفة أنه نفسه لا يود الاستمرار مادام أنه أعرب في السابق صراحة عن رغبته في التنحي كلما نشب خلاف بينه وبين أردوغان.
وعرفت قيادة أوغلو للحزب خلال الأسبوع الماضي مشاكل بعد رفض اللجنة التنفيذية التي تضم 50 عضوا منحه صلاحيات تعيين المسؤولين الاقليميين للحزب وهو ما اعتبر تهديدا لصلاحياته القيادية.
وقررت اللجنة في 29 أبريل الماضي سحب صلاحيات التعيين من أوغلو بعد قرار الأخير عدم الامتثال لتوصيات وضعها أردوغان بخصوص التعيينات.
وبحسب الصحف المحلية فإن أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب الذين انتخبوا في سبتمبر 2015 خلال المؤتمر العام للحزب يحسبون في غالبيتهم على أردوغان الذي واصل هيمنته على مفاصل الحزب على الرغم من الدور الحيادي المنوط به كرئيس للدولة.
ووفقا لمحللين أتراك، فإن استبدال رئيس الحزب سيؤدي إلى استقالة أوغلو أيضا من منصب رئيس الوزراء الذي سيشغله واحد من أهل الثقة لدى رئيس الدولة ومؤسس الحزب، رجب طيب أردوغان.
وكالة “إخلاص” للأنباء نشرت الأسماء الأربعة الأقرب لنيل منصب رئاسة الحكومة التركية في المرحلة القادمة:
بن علي يلدرم، وزير المواصلات
يتصدر يلدرم القائمة لاعتبارات سياسية مهمة؛ فهو الرجل الأقرب للرئيس أردوغان والأكثر فهماً لعقليته السياسية؛ حيث كان يلقب قبل عودته لوزارة المواصلات في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 برئيس حكومة الظل التي كانت تدير تركيا من داخل القصر الجمهوري، فهو المستشار الأول السابق لأردوغان.
ويعتبر يلدرم الأقوى بين رجالات حزب العدالة والتنمية المؤسسين، ويشغل حالياً منصب نائب رئيس الحزب، إذ فرض نفسه في وقت سابق على أجندة داوود أوغلو وكذلك على أردوغان، ووصل الأمر إلى وقوفه في نفس المستوى مع الرئيس ورئيس الوزراء في افتتاح مشاريع أهمها الجسر الثالث في إسطنبول.
بكير بوزداغ، وزير العدل
العقلية الهادئة التي تتمتع بثقة عالية من قِبل أردوغان، حيث عمل نائباً لأردوغان عندما كان الأخير رئيساً للوزراء، ومن ثم عينه أردوغان وزيراً للعدل بعد قضية 17 و25 ديسمبر/كانون الأول 2013 التي عصفت بالحكومة التركية بعد أن تضمنت مزاعم بشأن شبهات فساد، ليأخذ بوزداغ مهمة تنظيف وتطهير القضاء التركي من موالي الداعية فتح الله
غولن المعارض لأردوغان، ونجاحه في هذه المهمة أعطاه زخماً وقوة في أروقة القصر الرئاسي. ويصفه الموالون للحزب بالرجل الذكي الذي يُصيب الهدف دائماً.
بيرات ألبيرق، وزير الطاقة وصهر الرئيس أردوغان
ربما يعد من الخيارات الأبعد، لكن قربه غير المحدود من أردوغان وثقته بأنه سيكون رئيساً للوزراء مجتهداً ومطيعاً في ذات الوقت تضعه ضمن القائمة.
مصطفى شانليتوب
أحد الشخصيات الأكاديمية رفيعة المستوى في حزب العدالة والتنمية، وعضو برلمان ومن المقربين من الرئيس، لكن تشبيهه من قبل أنصار الحزب بداوود أوغلو يجعل حظوظه أقل دون استبعاده من قائمة الأسماء المرشحة.