تناقلت مواقع سورية معارضة وأخرى وروسية تدعم نظام الأسد وناشطون إعلاميون سوريون معارضون على شبكات التواصل الاجتماعي صورة لوزير الخارجية السوري السابق ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع في أول ظهور للرجل منذ أكثر من ثلاث سنوات.
فآخر مناسبتين ظهر فيهما الرجل كانتا في دمشق، الأولى، عندما شارك في جنازة مسؤولين قتلوا في تفجير مبنى الأمن القومي السوري أو ما عرف بـ “خلية الأزمة” في 18 آب ـ أغسطس 2012. أما ظهروه الثاني العلني، فقد حدث عندما شوهد مترجلًا من سيارته لمقابلة رئيس اللجنة البرلمانية الإيرانية للسياسة الخارجية في مكتبه بدمشق في 28 آب ـ أغسطس 2012 حسب صورة نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية.
“صورة حديثة”
وحسب ناشطين إعلاميين سوريين معارضين للنظام السوري، فإن الصورة التي انتشرت مساء الخميس 29 تموز ـ يوليو 2016، التقطت قبل أيام. ويظهر فيها الشرع إلى جانب عميد كلية العلوم الإدارية والمالية في جامعة اليرموك، وعميد كليه الاقتصاد السابق في جامعة دمشق، مصطفى عبد الله الكفري.
ولم تذكر أي جهة إعلامية من الجهات التي نشرت الصورة بما فيها المقربة من النظام السوري مكان التقاط الصورة التي يرجح أنها التقطت في دمشق، وتبدو الصورة وكأنها التقطت بجهاز هاتف محمول.
ورجح ناشطون معارضون للنظام السوري أن تكون الصورة قد التقطت في مجلس عزاء لأحد أقرباء شخصية مهمة في النظام السوري.
شائعات لا تتوقف
ويذكر أن ظهور الشرع في الصورة يفترض أن يضع حدا نهائيا للشائعات حول انشقاق الرجل بعد غياب تام عن الساحة السياسية السورية منذ حوالي أربع سنوات.
فغياب فاروق الشرع أثار مجموعة من الشائعات تغيب لتعود للظهور والتداول بين فترة وأخرى، منها ما تحدث عن وضعه تحت الإقامة الجبرية من قبل السلطات السورية وأخرى قالت بانشقاقه.
ففي 2012 نقلت وسائل إعلام محلية معارضة وأخرى عربية تصريحات منسوبة إلى الشرع ، يقول فيها إن كلًا من نظام الأسد أو معارضيه غير قادرين على حسم الأمور عسكريًا.
“انشقاق” أم “إقامة جبرية”؟
وفي آب ـ أغسطس من العام نفسه، نقلت قناة تلفزيونية مملوكة من قبل السعودية عن المتحدث باسم المجلس العسكري الأعلى لـ “الجيش السوري الحر” آنذاك، لؤي المقداد، تصريحات ادعى فيها أن الشرع انشق عن النظام السوري. لكن مكتب الشرع أصدر في اليوم ذاته بيانا أكد فيه وزير الخارجية السوري السابق أنه “لم يفكر في أي لحظة بترك الوطن إلى أي جهة كانت”.
ثم صدر لاحقاً بيان نسب إلى اللقيادة المشتركة لـ “الجيش الحر” نفى تأكيدات المقداد حول انشقاق الشرع وجاء في البيان: “بناء على توارد معلومات حول انشقاق نائب الرئيس السوري فاروق وتوجهه إلى الأردن، فإن العملية ربما باءت بالفشل”.
لكن حتى مع صدور البيان لم تتوقف الشائعات نهائيا، وانتشر بعضها لاحقا بما يفيد بأن نائب الرئيس ممنوع من مغادرة سوريا بعدما طرح اسمه في أكثر من مناسبة على أنه الرجل القادر على تولي المرحلة الانتقالية في سوريا بديلًا عن الأسد.
والشرع من مواليد درعا عام 1938. درس الأدب الإنكليزي في جامعة دمشق، والقانون الدولي في لندن، وهو من أبرز وجوه النظام السوري في عهد حافظ الأسد الذي كلفه بتولي بحقيبة وزارة الخارجية عام 1984 وبقي يشغل المنصب حتى تولي منصب نائب رئيس الجمهورية في عام 2006.
تبقى مسألة ظهور الشرع العلني في إطار الشائعات، لكن ما يلفت الانتباه ويزيد من احتمال أن تكون الصورة حديثة كما قال ناشطون سوريون، هو نشر الخبر في وسائل إعلامية روسية تدعم النظام السوري وبشار الأسد إعلامية وبعضها ملك للحكومة الروسية أو تمول من قبلها.
المصدر : مونت كارلو الدولية