بقلم : سماحالطفولة هي تلك الكلمة التي تحمل في طيَّاتها معاني البراءة والنقاء والعطف، والتي تُشعل في صدور الجميع العاطفة والشفقة نحوهم مهما ارتكبوا من أخطاء، هذا بالنسبة إلى البشر الأسوياء، لكن الطفل السوري تحمَّل كغيره من البالغين ما يحدث في المعتقلات من قهر وذلٍّ وتعذيب دون مراعاة لطفولته وبراءته، فمهما كان الذنب الذي ارتكبه الطفل فإنَّ طفولته تشفع له، لكن ماذا لو كان يسجن ويعتقل اعتقالا سياسيا؟! ليس لأنَّه ليس لأنَّه ارتكب جرما قانونيا، بل ارتكب ما هو أفظع فقد ارتكب جرم الرأي. ومع ذلك ألا يميز عن غيره ويُرأف به إنسانيا قانونيا؟!لن نتحدث عن القانون السوري لأنَّ من يطبق القانون السوري أصلا غير مسؤول، فالقانون السوري لا يسمح بذلك، لكن ليس له حجة عليهم، لذلك نتوجه إلى القانون الدولي ليتحمل مسؤولياته، ونحن ندرك مدى ازدواجيته ومزاجيته في التطبيق، نحن لا نريد شفقته ولا عطفه، إنَّما نطالب بتطبيق المواد التي نصَّتها اتفاقية حقوق الطفل العالمية كون الطفل السوري جزءًا من هذا العالم وكون المعتقل مكانًا وحشياً على البالغين فكيف سيكون تأثيره على الأطفال بعظامهم الغضة وتفكيرهم البريء؟! ليفقدوا براءتهم تحت براثن الذئاب التي تقوم بتعذيبهم وتنهش براءتهم بكل أنواع التعذيب الوحشية.يقف المجتمع الدولي عاجزا مشلولا عن دفع الضرر عن الأطفال الذين قضوا في المعتقلات الذي سرقت منهم طفولتهم وحياتهم، فإن كان لهم نصيب من العمر وخرجوا من المعتقلات خرجوا حاملين معهم آلامهم الجسدية والنفسية العصية عن الشفاء.وقد نصت اتفاقية حقوق الطفل في المادة 37 على ما يلي:تكفل الدول الأطراف:(أ) ألَّا يُعرض أي طفل للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة. ولا تفرض عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة بسبب جرائم يرتكبها أشخاص تقل أعمارهم عن ثمان عشرة سنة دون وجود إمكانية للإفراج عنهم.(ب) ألَّا يحرم أي طفل من حريته بصورة غير قانونية أو تعسفية، ويجب أن يكون اعتقال الطفل أو احتجازه أو سجنه وفقا للقانون، ولا يجوز ممارسته إلا كملجأ أخير ولأقصر فترة زمنية مناسبة.(ج) يعامل كل طفل محروم من حريته بإنسانية واحترام للكرامة المتأصلة في الإنسان، وبطريقة تُراعي احتياجات الأشخاص الذين بلغوا سنه، وبوجه خاص يفصل كل طفل محروم من حريته عن البالغين، ما لم يعتبر أنَّ مصلحة الطفل تقتضي خلاف ذلك، ويكون له الحق في البقاء على اتصال مع أسرته عن طريق المراسلات والزيارات، إلا في الظروف الاستثنائية.(د) يكون لكل طفل محروم من حريته الحق في الحصول بسرعة على مساعدة قانونية وغيرها من المساعدة المناسبة، فضلا عن الحق في الطعن في شرعية حرمانه من الحرية أمام محكمة أو سلطة مختصة مستقلة ومحايدة أخرى، وفى أن يجرى البت بسرعة في أي إجراء من هذا القبيل.ونحن باسم الأطفال السوريين نحمِّل المجتمع الدولي المسؤولية التي كفلها على نفسه وأقرها لينفذ ما نصته اتفاقية حقوق الطفل لإنقاذ الأطفال في المعتقلات ومن الويلات التي يتجرعونها داخل الأقبية التي تنعدم فيها الرحمة والإنسانية والتي تُدمى لها القلوب.