أقامت جمعية الرعاية الإنسانية لذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة إدلب معرض (الأنامل المبدعة) للترفيه عن الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولإظهار قدرات الأطفال ومهاراتهم النسبية، من خلال أعمال يدوية بسيط تساعدهم على التعلم وإظهار ما يدور بداخلهم.
تضمن المعرض ثلاثة أقسام للرسوم والصور والأشغال اليدوية البسيطة، وتخلله عروض فيدو لرقصات الأطفال ومقاطع من إبداعهم في الرسم والتلوين والأشغال اليدوية.
“عزو” طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يتكلم لصحيفة حبر الأسبوعية: “عمري خمس سنوات أحب اغنية أمي أمي، وأحب الموز والبطاطا، عندما أكبر سوف أصبح طبياً، لقد لونت ورسمت، ورقصت مع الأولاد رقصة العصفور، وأحب الآنسة سماح”.
تقول جدة الطفل “نادر جريد” من ذوي الاحتياجات الخاصة: “لقد استفاد نادر كثيراً من هذه الجمعية، وأصبح استيعابه أكبر، وأصبح يستطيع لفظ بعض الكلمات بشكل جيد بعد سنة من وجوده في المعهد، وقد شارك في هذا المعرض من خلال التلوين واللصق على اللوحات المرسومة”.
وتضيف والدة الطفلة رغد: ” شاركت ابنتي في عمل الرسوم بالقصاصات وبالبصمات، المعرض كبير وجميل ويظهر فيه تعب المعلمات مع الأطفال، إنني ممتنة لهذه الجمعية، وقد أقمت هنا في إدلب لأن ابنتي تحسنت في هذه الجمعية بسبب الاهتمام الموجود.”
آنسة دعاء بزارة قامت بتعريفنا على قسم من أقسام المعرض وقالت: “هذا القسم عبارة عن نشاط يومي للأطفال فيه رسم وتلوين وقص ولصق وثني للأوراق لإخراج أشكال مختلفة تُعلِّم الطفل، وعندنا أشغال يدوية بالقطن أيضاً ولوحات فيها وجه للتفاعل مع الطفل بحسب البرنامج اليومي.
أطفال التوحد من عمر ثلاث سنوات لا يستطيعون العمل بهذا النشاط، لكن من أجل دمجهم مع رفاقهم شاركناهم في عمل البصمات ولصق وثني الأوراق.”
وتضيف لبنة بزارة آنسة صف التوحُّد: “قمنا بعمل طاولة فيها معظم وسائل التعليم عند الأطفال وهي عبارة عن أشكال وأهداف يومية يتعلم منها الأطفال، مثل قطار الأسبوع وأشياء مثل تواصل الألوان وتميزها.
يوجد عند كل طالب شيء يتميز به عن أقرانه بنوع معين من النشاط.”
يقول الدكتور أحمد الزعبي عضو في مجلي إدارة الجمعية أخصائي أمراض عصبية ومهتم بالاضطرابات السلوكية عند الأطفال: ” هناك بعض العائلات لا تتقبل فكرة أن أباءهم معوقين وهذا خطأ، هؤلاء الأطفال يعيشون في الظل ويجب على الأهل تقبل هذا الأمر ومعاملتهم معاملة خاصة، هدفنا مع الأهل هو مساعدة هؤلاء الأطفال على الاندماج في العائلة والمجتمع بشكل طبيعي.
نحن في الجمعية نستقبل هذه الحالات ونقوم بتشخيص الحالة للطفل ثم نعطيه الدواء المناسب في الفترة الأولى، ونقيِّم وضعه ثم نضعه في الصف المناسب لحالته ونقوم بعمل زيارات أسبوعية لهم”.
وقالت مديرة الجمعية سماح دعبول: “نرعى في هذه الجمعية الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نطق، واضطرابات توحُّد، واضطرابات عقلية، وصعوبة في التعلم، من خلال كادر مؤلف من 15 آنسة مختصة جميعهم يحملون الشهادات وعندهم خبرات في التعامل مع هؤلاء الأطفال، لكن للأسف هناك بعض العوائق التي تقف أمام إتمام العمل في الجمعية كنقص الأجهزة الكهربائية لمعالجة بعض الحالات التي تحتاج إلى معالجة فيزيائية ونقص في الوسائل التعليمية.
الكادر يعمل بشكل تطوعي رغم صعوبة العمل.”
للأسف هناك بعض العائلات لا تتقبل أن ابنها مريض من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحاول إبعاده عن المجتمع خوفاً من كلام الناس، وهذا خطأ كبير قد ينعكس سلباً على حالة الطفل النفسية ثم يتأخر في الشفاء.