اعتاد السوريون على سماح الحكومة التركية لهم بقضاء إجازة العيد في سورية خلال عيدي الفطر والأضحى، ومع اقتراب موعد عيد الفطر، يترقب الآلاف إصدار تركيا القرار القاضي بالسماح لهم بالتسجيل من أجل قضاء إجازة العيد في سورية.
مع ذلك، انتشر بين أواسط السوريين موقعاً إلكترونياً شبيهاً بالذي أطلقته دائرة الهجرة التركية السنة الفائتة الخاص بالتسجيل على إجازات العيد وأخذ موعد للدخول إلى سورية.
ناشطون سوريون أكدوا أن هذا الموقع الذي تم تداوله بشكل واسع في الفترة الأخيرة لا أساس له من الصحة لأسباب كثيرة، فيما صرَّح مسؤولون في إدارات معبري باب الهوى والسلامة عن جاهزيتهم للبدء بإجراءات إجازات العيد منتظرين صدور القرار من الجانب التركي.
في المقابل، أكدت مصادر رسمية افتتاح معابر حدودية لاستقبال السوريين خلال إجازة العيد، مثل معبر باب الهوى الذي يبدأ باستقبال الراغبين بقضاء إجازة العيد ابتداءً من يوم الإثنين القادم الموافق لـ 21 من الشهر الحالي وحتى نهاية شهر رمضان الموافق لـ 14 حزيران المقبل.
الآلاف ينتظرون
ينتظر السوريون افتتاح عدة معابر حدودية لاستقبال السوريين خلال إجازة العيد مثل معبر جرابلس، حيث أكد الناشط الإعلامي (مراد محلي) أن معبر جرابلس سيستقبل السوريين خلال إجازة العيد لكن ليس هناك تفاصيل أكثر من ذلك.
ويترقب الكثيرون إطلاق الموقع الإلكتروني الرسمي لمعبر باب السلامة من أجل حجز موعد لإجازة العيد والمضي نحو بوابة المعبر لقضاء العيد في سورية.
(كفاء) سيدة في الثلاثينات من عمرها، مضى على وجودها في تركيا نحو تسعة أشهر، تنتظر بفارغ الصبر بدء التسجيل على إجازات العيد كي تزور أهلها المقيمين في ريف حلب وتقضي فترة من رمضان والعيد بسورية، تقول خلال حديث دار معها: “أراقب الصفحات والمجموعات الإخبارية يومياً، وأنتظر خبر السماح للسوريين بالتسجيل أو انطلاق الموقع كي أبادر بالتسجيل، وأخشى أن أفوّت ذلك، فكما سمعت السنة الماضية لم يتح الموقع الخاص بإجازات العيد سوى أيام ومن ثم أغلق بسبب اكتمال العدد”.
وسمحت الحكومة التركية في السنة الفائتة للسوريين بقضاء إجازة العيد في سورية على ألا يتجاوز عدد الخارجين من تركيا نحو سورية عبر معبر باب السلامة الثلاثة آلاف شخص يومياً، ثم أضيف ألف شخص إلى هذا العدد، ورغم ذلك أغلق الموقع في فترة وجيزة.
وتضيف (كفاء) “أستعدُّ مع أطفالي إضافة إلى أختي وأولاد أخي وجارتنا للسفر سوية نحو مدينة كيليس في حال انطلق موقع إجازات العيد”.
مثل (كفاء) يوجد عشرات آلاف السوريين الذين ينتظرون انطلاق الموقع الخاص بالتسجيل لحجز مقاعد لهم على الفور في الأيام الأولى التي تسبق قدوم العيد بنحو عشرة أيام.
موقع وهمي!
انتشر الأسبوع الفائت خبراً في مواقع التواصل الاجتماعي، يفيد بإطلاق الحكومة التركية الموقع الخاص بإجازات العيد، وأن اللاجئين بات يمكنهم التسجيل لزيارة أقاربهم في سورية على غرار ما حصل السنة الماضية، بينما شكك ناشطون بمدى صحة هذا الموقع.
وقال الناشط الإعلامي (أحمد محمد) لصحيفة حبر: ” الموقع الذي انتشر مؤخرًا هو موقع الحجز في العام الماضي، ولم يتم الإعلان من الجانب التركي عن تداوله هذا العام إلى الآن، ويجب على اللاجئين السوريين الحذر من تلك المواقع التي قد تكون غير آمنة، وعليهم عدم الانصياع خلف الشائعات التي تتحدث عن حجز أو غيره. إدارة معبر باب السلامة تحدثت عن وجود زيارة للسوريين في العيد، لكنهم لم يتحدثوا عن الآلية التي سوف تُعتمد لذلك”.
وفي تصريحات لوسائل إعلامية محلية، قال مدير معبر باب السلامة قاسم قاسم: “المعبر سيتم افتتاحه أمام السوريين في تركيا للراغبين بقضاء إجازة العيد مع ذويهم في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون، لكن لم يتم الحصول إلى الآن على أي برقية من الجانب التركي توضح تاريخ وتفاصيل ذلك”.
توضيحات
تقتصر عملية تسجيل أي لاجئ سوري لقضاء إجازة العيد في سورية على ملء بياناته كما هي واردة في بطاقة الحماية المؤقتة “الكيملك” على أن تكون تحمل الرقم 99 ومن ثم يختار اليوم المتاح لتثبيت موعده.
وبعد أن تكتمل عملية التسجيل الوارد فيها رمز يضاف إلى اسم وكنية اللاجئ السوري إضافة إلى معلومات أخرى حول اسم والده ووالدته وتاريخ الحجز، يطبع الورقة التي تظهر له بعد عملية التسجيل، ومن ثم يقدمها للجانب التركي في موعد الزيارة.
وحصلت العديد من المشاكل التي منعت سوريين من قضاء إجازة العيد في سورية العام الماضي، وقال علي، وهو مسير معاملات سوري وأحد المتابعين لتطورات ملف إجازة العيد، “بعض السوريين المسجلين العام الماضي ذهبوا في يوم يخالف الموعد الذي ثبتوا حجزهم فيه ومُنعوا من الدخول”.
ويتابع: “كنا ننصح كل من يسألنا حول ذلك بألَّا يذهب إلى المعبر في وقت يخالف موعده أو إن لم يكن لديه موعد، فالمئات مُنعوا من قضاء إجازة العيد السنة الفائتة بسبب ذلك، وبعض منهم قدم من إسطنبول وبورصة وأزمير ومدن تركية بعيدة عن المعبر، لأنهم لم يتبعوا التعليمات رغم أنها بسيطة “.
ووصلت أعداد السوريين الذين قضوا إجازة العيد في سورية العام الفائت عن طريق معبر باب الهوى إلى 120 ألف لاجئ سوري، بينما وصلت أعداد المستفيدين من إجازة العيد الذين دخلوا سورية عن طريق معبر باب السلامة 55 ألف لاجئ.
وقرر الآلاف من اللاجئين السوريين البقاء في سورية دون العودة إلى تركيا، حيث استقروا في مناطق مختلفة شمال سورية بالتزامن مع الاستقرار الأمني الذي حصل ضمن مناطق درع الفرات وغصن الزيتون.