محمد حمروش |
شهد الريف الجنوبي من محافظة إدلب، وريف حماة الشمالي حملة شرسة شنتها قوات النظام مدعومةً بالطيران الروسي هي الأعنف على الشمال السوري منذ أكثر من عام، راح ضحيتها 122شهيدًا مدنيًا في محافظة إدلب ، وأكثر من 329 مصابًا مدنياً بحسب الدفاع المدني.
واستهدف القصف وغارات الطيران الحربي منازل المدنيين، بالإضافة إلى العديد من المرافق الحيوية، كالمشافي والمراكز الصحية، والمدارس، ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 82 اعتداء على مراكز حيوية مدنيَّة، من بينها 11 مسجداً، و28 مدرسة، و18 منشأة طبية، إضافةً إلى استهداف فرق وعناصر الدفاع المدني أكثر من مرة قرب قرية (محمبل) وفي قرية (ركايا سجنة) بغارات مزدوجة نتج عنها استشهاد المتطوع (محمد الشوا) حتى لحظة تحرير هذا التقرير.
وبلغ عدد الغارات التي استهدفت قرى وبلدات بريف إدلب الجنوبي، من جبل الأربعين وقرى جبل الزاوية، وقرى حول معرة النعمان، وخان شيخون 786 غارة، وبلغ عدد القذائف والصواريخ 2404 إضافةً إلى 489 برميلاً متفجرًا ألقاها الطيران المروحي، استهدفت من30 إلى 40 قرية وبلدة بشكل يومي.
وكان ريف إدلب الجنوبي، قد شهد قصفًا مدفعيًا وصاروخياً منذ أكثر من شهرين، إلاّ أن التصعيد الكبير جاء بعد اجتماع أستانة الأخير يوم 26/4/2019 واستمر حتى صباح الخميس 9/5/2019،حيث دخل سلاح الجوي الروسي والسوري على الخط، إضافةً إلى طيران المروحي الذي يُلقي البراميل، لينتهي بتقدم بري لقوات النظام المدعومة بالمليشيات على عدد من قرى سهل الغاب، كفرنبودة والجنابرة التي شهدت معارك تبادل فيها النظام وفصائل الثوار السيطرة على البلدة حتى انتهى الأمر يوم الأربعاء بسيطرة قوات الأسد عليها، ثم التقدم دون قتال لعدد من القرى والبلدات أبرزها قلعة المضيق والكركات.
تقدم قوات الأسد بهذا الشكل والسيطرة على هذه القرى والبلدات أثار غضب المدنيين في المناطق المحررة، واتهامات للفصائل بتسليم المناطق دون قتال يُذكر، وتنفيذ بنود أستانة التي وقعها القادة، وطالب ناشطون وإعلاميون منهم ببيان يُوضح المناطق التي تقضي الاتفاقيات تسليمها إذا كان ولابد حتى يستعد الأهالي ولا يذهب خيرة الشباب ضحية مقاومة لا معنى لها إذا كانت نتائج هذه المعارك محسومة مسبقاً.
أقسى النتائج كانت فضلاً عن الشهداء والمصابين تهجير نحو 500 ألف مدني باتجاه ريفي إدلب الشمالي والغربي إلى مناطق أكثر أمناً، يفترش معظمهم الأرض ويلتحفون السماء، في كروم الزيتون في ظل ظروف إنسانية صعبة تفتقر لأدنى مقومات الحياة، دون أي رعاية تُذكر من المنظمات، سوى بعض المبادرات من المجالس المحلية، والأهالي الذين بادروا لفتح المدارس، وسط مطالبات من ناشطين لفتح العديد من المنشآت العامة، لاستقبال هؤلاء النازحين في هذه الأوقات العصيبة بداية شهر رمضان الحزين هذا العام في الشمال المحرر المنكوب والمفجوع.