ما زال آلاف الطلاب السوريين من أبناء محافظة إدلب والطلاب المهجرين إليها خلال العامين الماضيين بحاجة إلى الكثير من المستلزمات رغم العديد من الإجراءات والمحاولات لإتمام العملية التعليمية في المناطق المحررة.
مديرية تربية إدلب الحرة أعلنت عن بدء العام الدراسي الجديد في الأول من شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، وشهدت مدارس المحافظة إقبالاً يعدُّ الأكبر في تاريخه هذا العام.
صحيفة حبر التقت مدير تربية إدلب الحرة (ياسين الياسين) الذي وصَّف الحالة التعليمية الحالية بقوله: “مدارس إدلب تعاني من نقص شديد في مستلزمات الأعمال الإدارية والقرطاسية والكتب المدرسية والمقاعد والمدرسين، إضافة إلى الكلف التشغيلية، وذلك نتيجة إنهاء عقد الشراكة بين مديرية التربية والجهة الداعمة لها قبل انطلاق العام الدراسي الجديد”.
يكمل الياسين: “نحن بحاجة إلى نحو ٤ آلاف مدرس لتعبئة شواغر الكادر التعليمي، وأكثر من ٢٠٠ ألف نسخة كتاب مدرسي لمختلف المواد في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي في مدارس المحافظة، إضافة إلى ما يقارب ١٠ آلاف مقعد دراسي لتغطية النقص الناتج عن تضخم عدد الطلاب بسبب توافد الطلاب المهجرين إلى الشمال السوري”.
وأضاف الياسين: “ومن نتائج إلغاء الشراكة مع الجهة الداعمة أيضًا للمديرية والمجمعات التربوية من قبل، انقطاع الرواتب الشهرية عن أكثر من ٣٠٠ موظف في مديرية التربية، ما دفعهم للعمل بشكل تطوعي حتى اليوم”.
وأشار الياسين إلى أن العائق الأكبر في وجه المديرية تأمين مادة المازوت لتدفئة المدارس في فصل الشتاء، لافتاً أن المديرية لم تتمكن من سدّ ربع احتياجات مدارس المحافظة من مادة المازوت في العام الماضي، أي ما يكفي لشهر واحد فقط.
وبحسب مدير التربية فإن محافظة إدلب تضم نحو ١١٦٢ مدرسة لمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، يصل عدد الطلاب فيها إلى ما يقارب ٣٩٧ ألف طالب بحسب إحصائية مديرية التربية نهاية العام الدراسي الفائت، حيث يتراوح عدد الطلاب في الصف الواحد بين ٥٠ إلى ٧٠ طالب، موضحًا أن عدد الطلاب في تزايد، وقد يفوق ٤٠٠ ألف طالب هذا العام بسبب توافد الطلاب المهجرين في الأشهر القليلة الماضية.
ونوَّه الياسين إلى أن المديرية افتتحت أكثر من ١٦ مركزًا للمشاريع الصيفية التي تعتمد على التعليم المسرع، استهدفت من خلالها الطلاب المهجرين إلى الشمال السوري مع نهاية الفصل الدراسي الثاني من العام الماضي لتقديم ما خسروه خلال الفصل الأول نتيجة سوء الأوضاع الأمنية في مدنهم، والتحقوا في صفوفهم النظامية من انطلاق العام الدراسي الجديد قبل أيام.
وعن كفاءة الكوادر التدريسية يقول المدرِّس (موفق الفرا) أمين سرّ المدرسة الثانية في مدينة أريحا: “تفتقر كوادرنا التدريسية لأصحاب الكفاءات العالية والخبرات الطويلة، وذلك بسبب تعدد الجهات الداعمة للعملية التعليمية بشكل خاص، حيث تقوم كل منظمة إنسانية تهتم بدعم العملية التعليمية في المناطق المحررة بتبني مدرسة كاملة من مصاريف ومستلزمات ورواتب المدرسين، ويكون تحديد الكادر التدريسي من صلاحيتها، فتعمل على توظيف الشباب حديثي التخرج أو منهم من يتابع تعليمه الجامعي حتى اليوم، وتلقي بأصحاب الخبرات الطويلة جانبًا دون مبرر”.
وألقى الفرا المسؤولية في هذا الشتات والضعف على مديرية التربية الحرة في إدلب، مضيفاً: “يجب على مديرية التربية منع الدعم الخاص للمدارس بشكل منفرد، وفرض توجيه الدعم إلى المديرية فقط، وهي بدورها توجه الدعم لكل مجمع تربوي في المحافظة بحسب احتياجاته، إضافة إلى وضع شروط مناسبة لقبول توظيف المدرسين والنظر في أمر أصحاب الخبرات الذين قضوا أكثر من نصف حياتهم في هذه المهنة”.
تتكرر العوائق والعقبات ذاتها في وجه العملية التعليمية في المناطق المحررة منذ انطلاق الثورة السورية عام ٢٠١١ وحتى اليوم، في ظل وجود الحكومة السورية المؤقتة وربما عجزها عن حل المشكلة بشكل جدي، واقتصار أعمالها على الدعم “الخجول” بين الحين والآخر.