يقولُ العِلم: “الاندماج النَّووي يولدُ كميةً هائلةً من الطَّاقة والإِشعاع قبل أن يحدثَ الانفجار العظيم.” لا أعرف عن القُنبلة النَّوويَّة إلَّا هذا اليسير الذي قرأتُه في مقالة مبسَّطة عن العالم الباكستاني عبد القدير خان؛ الذي يعتبر أبا القنبلة النّوويَّة الباكستانية.
لا أَدري لماذا أوحى إليَّ هذا الاندماج أن أشبه إدلب اليوم بهذه القنبلة العظيمة!
عندما ننظر إلى الأمور من أَكثر من زاوية؛ فإن كلّ زاوية تعطينا شكلاً مُختلفاً عن الآخر، فالعَجز الجسدي يحدُّ من قدرة الإِنسان على العمل والإِبداع، لكن من زاوية أخرى ثمة الكثير ممن امتحنَهم الله بهذا العجز تفوقوا بإبداعم على كثير من الأَصحَّاء.
في إدلب الكلُّ يقول: إن تهجيرَ النظام للسوريين الثائرين عليه وحشدهم في إدلب أمر خطير للغاية، وهو تمهيد لمأساة، لا قدر الله، والنظام السوري الحاكم لا يتورع عن ذلك.
لكن لننظر إلى الأمر من زاوية أخرى كما تقدم، فإدلب اليوم مع كلِّ هذا الحشد السوريِّ فيها أصبحت تشبه القنبلة النوويَّة التي تنتج عن اندماج عظيم، كما ذكرنا، يولد طاقة عظيمة، وهي سلاح رادع كافٍ ليحمي الوطن من كل من يفكر أن يمسَّه بسوء، لماذا لا نرى الأمر بهذه الطَّريقة؟
ربّما يقول البعض، متأثراً ربَّما بنظرية أنَّ الآخر خبيث وبالغ الذّكاء والمكر: “إن الذي خطَّطَ لِحشد المعارضينَ في إدلب لا بدَّ أنَّه حسَبَ كلَّ حساب.” أقول: إن أكابرَ المجرمين أذكياء لا شكَّ، ونحن نتحدَّث عن دول عُظمى بحجم الولايات المتحدة وروسيا وإيران، لكن في نهايةِ الأمر هُم مُنقادونَ لتدبير عظيم دبَّره وقدَّرَه خالقٌ عظيمٌ؛ وما هُم إِلا أدواتُ تنفيذ، والكل كذلك. اللهُ سبحانَه يقولُ: “إِنَّهم يكيدونَ كيداً وأَكيدُ كيداً، فَمهّلِ الكافرينَ أَمهِلْهُم رويداً” فَالله سبحانه لم يقل: إِنهم، أيْ الكفَّار، يكيدونَ كيداً وأنتم في المقابلِ تكيدونَ، لكنَّه قالَ: إِنهم يكيدونَ واللهُ في الجهةِ الأخرى يكيدُ كيداً.. فَمهِّلِ الكافرين.
هي دعوةٌ لصُنع القنبلة النَّوويَّة السُّوريَّة في إدلبَ من كل المكونات السورية، يداً بيدٍ يندمجونَ ويتفاعلونَ وينفجرونَ قوةً وبهاءً وحضارةً وحريّةً.