قد تكون هذه الإشكاليات بالنسبة إليَّ قناعات راسخة، ولكن من أجل ألَّا أصادر رأي الآخرين، سأعبر عنها كأمور إشكالية نتفق أو نختلف حولها.
ليس صحيحًا أن تتبنَّى كل ما جاءت به الثورة، وليس صحيحًا أن تؤمن بكل ما يقوله الثوار، ولا يوجد من يمتلك صكوكًا ثورية لتوزيعها وتصنيف الناس على أساس ثوري،.. من يفعل ذلك هو مجرد ساقط لا يجب أن نلتفت إليه، حتى لو وُجِّهت له الأضواء وناصرته جماهير مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأن هذه المواقع تعبِّر عن انفعالات وردّات فعل، ولا تعبِّر عمَّا نعتقده بالضرورة.
عن نفسي أحببت الكثير من الشهداء، وبعضهم لم أحبه مع تقديري لتضحيته، أن تموت في سبيل الثورة ليست براءةً من الخطأ أو رفعًا لك فوق الانتقاد،.. التاريخ سيأتي على الجميع، والرؤى التاريخية ستكون مختلفة.
التعاطف مع الضحايا فضيلة، حتى لو كانوا من الحيادين، والحيادي إنسان له خياراته واتجاهاته التي ربما يكون محقًا بها، وليس بالضرورة هو مناصر للظالم، قد يكون ممَّن خذل الحق، لكنه ليس مجرمًا، قد يكون جبانًا، لكنه ليس معدوم المبادئ.
ليس كل من يوجد في مناطق النظام هو مؤيد له، وليس كل المؤيدين يعرفون ما يفعلونه، هناك أناس محاكماتهم العقلية قاصرة، وهناك حمقى، هؤلاء ضحايا وليسوا مجرمين.
البلاد التي يحكمها الطغاة تبقى ملكًا للشعوب، وعليه كل ما يصيبها من مكروه يؤذي الشعوب وليس الطاغية.
الثورة جمعتنا في البداية ثم أصبحت توجهات مختلفة على مستوى العديد من الأفراد والجماعات (هذه حقيقة) يجب أن نتعامل معها ولا نتعالى عليها.
قد لا أحب كل الثوار ولكن لا أكره غالبيتهم، الثورة مليئة بالمنتفعين، وليست إشكالية كبيرة أن تتقاطع المنفعة مع الهدف، الإشكالية في النفاق والمزاودة على الناس في سبيل المنفعة، وإيهامهم أنك تمتلك أهدافًا نبيلة.
المزاودون ليسوا ثوارًا، إنما أشخاص تافهين وفارغين حققت الثورة لهم ذواتهم .. فانتفخوا بها.
الثورة أداة في سبيل بناء الوطن وتحريره وليست الوطن، الثورة ليست مرجعية، إنّما القيم التي تقف خلف الثورة هي المرجعية.
لسنا أبناء الثورة، وإنما نحن أبناء البلاد والثورة هي أداتنا، هذه الثورة هي إحدى أهم أدوات التغيير في المنطقة وربما في العالم، لكنها لا تشكل انتماءً لنا، نحن نقاتل في سبيل الوطن لا في سبيل الثورة، وقتالنا هو الثورة.
الثورة ليست هي القضية .. الحرية قضيتنا
ما سبق آراء شخصية لا أدَّعي أنها حقائق بالنسبة إلى الجميع، لكنها كذلك بالنسبة إلي على الأقل.
ليس شرطاً أن أحترم كل آراء الآخرين، هناك آراء مُحترَمة لو اختلفنا مع أصحابها، وهناك هراء لا يجدر بنا احترامه.
الاختلاف قد يفسد للود مئة قضية .. عندما يكون أحد الطرفين أحمق أو بعيدًا عن الأخلاق.
المدير العام | أحمد وديع العبسي