ملفت للنظر ذلك الوعي الإعلامي الذي تمتع به معظم إعلاميِّ الثورة في المعركة الأخيرة ، فلقد راقب الجميع الاتزان في نشر الأخبار، مع الحرص الشديد على شحذ الهمم وبعث التفاؤل في النفوس، ولكن دون تهويل فارغ لنصر وهمي، كان لمّا يتحقق بعد، رافق ذلك توثيق الأخبار وتأكيدها بصورٍ من أرض المعركة وبحرفية مقبولة في ظل هذا الواقع، لتأتي الصورة الأخيرة بعد النصر مرسخة لقيم الثورة في حسن التعامل مع الأسرى، وإن رافقها بعض المنشورات الأخرى التي خدشت هذه الصورة ، ولكن الناشطين تعاملوا معها بذكاء حين ابتعدوا عن ترويج هذه الصور لتظهر كحالات فردية لا تمثل المنتصرين .الأهم في المرحلة المقبلة أن نستفيد من الإنجاز ونعمل على جعله منهجاً ، ونبدأ بالانتقال إلى صناعة إعلام حقيقية، تستفيد من الخبرات الموجودة لتصنع خطاً إعلامياً واضحاً يمثل الثورة بكل قيمها التي خرجت من أجلها.اربع سنوات مضت تقريباً على هذه الثورة، جعلت شعلتها تخبو في نفوس الكثيرين، رافقها إعلام متهور لايجيد سوى رد الفعل والصراخ والتباكي و… غيرها مما ساهم بإضعاف ثقة الناس بثورتهم .إن الحرب الإعلامية النفسية لاتقلّ أهمية عن الحرب العسكرية، فجبهات القتال ممتدة على طول حدود المواجهة من خطوط النار إلى عدسات التصوير ومداد الأقلام وأوراق الصحف وغيرها في مختلف الميادين الخدمية والاجتماعية.اليوم نريد من هذه المعركة أن تصنع تغييراً عاماً في الخط الإعلامي ، نريد من الجميع أن يعيد حساباته جيداً قبل أن يسارع لنشر أي كلمة أو صورة ليرى الفائدة التي يمكن أن يحققها من النشر، لا أن ينشر فحسب .نريد اليوم أن نعمل على صناعة الفرق الحقيقي في المعركة ، أن نعمل على صناعة التغيير .. أن نعمل على صناعة الأمل .. المدير العام / أحمد وديع العبسي