بقلم عبد العزيز مشهديتستمر الحرب في سورية، ويستمر معها التغيير السكاني على المساحة الجغرافية خاصة مع دخول إيران وروسيا في موجة الصراع بين الأطراف المختلفة، وقد أدَّى التدخل إلى توسيع النفوذ الإيراني في المنطقة على نحو أكثر ممَّا كان عليه قبل الثورة في المنطقة التي تعتبرها دولة المرشد مقدسة واستراتيجية في نفس الوقت.لقد تدخلت إيران منذ الأيام الأولى لاندلاع الثورة السورية لتطفئ جذوتها وتقمعها بالطرق الفارسية الهمجية، من خلال النصائح والمعدات وأنظمة المراقبة والتجسس التي زوَّدت بها أجيرها الأسد، وقد عملت على تصدير الطريقة الدموية التي تعاملت بها مع (الحركة الخضراء) التي اجتاحت إيران عام 2009م نتيجة السياسة الإيرانية التي توصف بالديكتاتورية في الداخل، ليستفيد الأسد منها إضافة إلى تاريخه الدموي العريق.ووصل الأمر إلى المساعدات العسكرية من السلاح إلى القوة البشرية المدرَّبة التي استطاعت إيران أن تزجَّها في سورية، وقد عملت في دعمها للأسد وترسيخ وجودها الشيعي في المنطقة ضمن آلية المدى الطويل، فقامت باختراق المجتمع المدني والتغلغل فيه من خلال التأثير دون التأثر، والسيطرة على الاقتصاد، فقد أشارت التقارير أنَّ الشبكات الإيرانية في سورية تقوم بشراء الأراضي والعقارات وتحصل على العقود من الحكومة السورية التي سمحت لها بالتداول التجاري، في محاولة لعب ذات العملية التي قامت بها في العراق، فاستطاعت من خلالها تغيير التركيبة الديموغرافية والتحكم بالتوزع السكاني على أساس طائفي.ولذلك نعتقد أنَّ إيران لا تدعم الأسد حبًّا له ومن دون مقابل، فلعبة المصالح في العملية السياسية والعسكرية فوق كل شيء، لقد ربحت طهران أوراقا كثيرة قوية في سورية من ذلك الخط المهم الذي يربط العراق الواقع تحت سيطرتها بلبنان وحزب الله، إضافة إلى بروز نجمها وقوتها في التأثيرية في المنطقة.هذه التطورات التي كان لإيران فيها اليد الطولى استطاعت أن تجمع وتوحِّد الرأي الشيعي بشكل عام في كل من سورية ولبنان والعراق، فباتوا يشكلون خطرا لا يستهان به على الوجود السني على الرغم من كونهم أقلية إذا ما عرفنا أنَّ المجموع السني يشكل ما يقارب 75% من مجموع السكان، ولكنَّها في المقابل أدَّت إلى تصاعد وتيرة الإرهاب وازدياد نشاط حركة تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية الذي يعتبر العدوَّ اللدود للشيعة.