معركة حلب توقفت، والقادة يتلقون الأوامر من الخارج، والخلافات دبت بين الفصائل المقاتلة وبين جيش الفتح، وجيش الفتح لم يعد يريد تحرير المدينة، وما فُتحت جبهتي حماه وأقصى الشمال إلا للقضاء على معركة حلب، والنظام عاد ليحاصر المدينة، والباصات الخضراء تلوح على مقربة من معبر الكاستلو …
كل تلك العبارات وأكثر منها أصبحت تسمعها يومياً من المرجفين، الذين يُدخلون اليأس إلى قلوب الناس، والناس تردد هذا الكلام خوفاً، وكأن المعارك يجب أن تكون متصلة لا تتوقف، لا تخطيط ولا تحضير ولا حسابات للظروف المختلفة على أرض المعركة .
ما أسرع الوهن إلى قلوبنا، وكم نمجد اليأس والتخوين والتخاذل، ونبرعُ في بث الإشاعات التي تقتلنا، والتي تُضعف عزيمة الناس من حولنا، نعشق الهزيمة والخوف، ونجيد نسج قصص التراجيديا السوداء التي تستثير عواطفنا لنشعر بالألم، نحب هذا الشعور، ونتفاعل مع الحزن وكأنه دور البطولة المفقود، فيما نعيش الفرح والنصر كأي ذكرى عابرة لا تستحق إلا الموت .
المعركة لم تتوقف، ولكنها أخذ ورد، ثبات وصمود ودفع وتدافع، كرٌّ وفر، وما قدمه أبطالنا في سبيل ثباتهم في مواقعهم يفوق عشرات المرات ما قدموه لتحقيق تقدمهم على جبهات حلب الجنوبية في ملحمتها الكبرى التي ستبصر نور النصر الكامل قريباً، ولكننا نحتاج صبر ساعة .
فلا تيأسوا ولا تتخاذلوا ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون، إن كنتم مؤمنين
المدير العام / أحمد وديع العبسي