ترجمة: ضرار الخضر
اختُتِمَت محادثات السلام السورية في جنيف بعد أن اعترف مبعوث الأمم المتحدة لسوريا أنه لم يحدث سوى تقدم طفيف، فلم تتم مناقشة تفاصيل أي من بنود جدول الأعمال الرئيسية، وقال ستيفان ديمستورا: “إنه يأمل أن تستأنف المحادثات في شهر تموز”، لكنه لم يحدد تاريخاً معيناً.
وكانت أجواء المفاوضات قد تعكرت بعد أن وصف المفاوض السوري بشار الجعفري غارة أمريكية في سوريا بأنه “إرهاب دولة” أسفر عن مجزرة.
ووصفت روسيا الغارة بأنها انتهاك غير مقبول للسيادة السورية، وأثار الوفد السوري القضية مع ديمستورا في جنيف، إلا أنه رفض التعليق على هذه الضربة في المؤتمر الصحفي معللاً ذلك بأنه لن يكون إيجابياً لاستمرار جهود محادثات السلام.
من جهتهم قال مسؤولون أمريكيون إن الجيش الأمريكي نفّذ ضربة جوية يوم الخميس ضد ميليشيا مدعومة من قِبَلِ الحكومة السورية كانت في وضع يهدد القوات الأمريكية ومقاتلين تدعمهم الولايات المتحدة جنوب البلاد.
وقال الجعفري: “ناقشنا المجزرة التي نفذها العدوان الأمريكي البارحة في بلدنا، لقد نوقِش هذا الموضوع طويلاً، فالشيء المهم هو أن طموحاتنا السياسية أعلى لأننا نريد محاربة إرهاب الجماعات المسلحة وكذلك إرهاب الدول والحكومات الذي يُمارس في بلدنا، وهذا يشمل العدوان الأمريكي والعدوان الفرنسي والعدوان البريطاني سواء كان على أهداف مدنية أو عسكرية”.
وكانت الغارة الأمريكية هي الضربة المتعمّدة الثانية على القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد منذ أن أصبح دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، فقد أمر ترامب بضربة صاروخية رداً على هجوم كيميائي حمّلت واشنطن مسؤوليته على دمشق.
أما روسيا التي تصرفت كمدافع عن الأسد ولديها قوات منتشرة في سورية فقد حذرت من أن: “أي عمل عسكري يقود إلى تصعيد الموقف في سوريا سيكون له تأثير على العملية السياسية”.
وفي محاولة منه للتركيز على جهود تأمين الانتقال السياسي، قال ديمستورا: “إنه عرض اقتراحاً جديداً على الوفدين، حيث سيبدأ فريق من الخبراء تحت إشراف الأمم المتحدة عملية جديدة لكتابة دستور جديد لسوريا”.
وقال إنه كان سعيداً بأن وفد المعارضة السورية التقى خبراء الأمم المتحدة “كتمهيد للبدء بعقد اجتماعات للخبراء بشأن المسائل القانونية والدستورية ذات الصلة بالمحادثات بين السوريين”، وشدد على أن الأمم المتحدة ليست هي من يكتب الدستور وإنما الشعب السوري هو من يفعل ذلك.
إن الهدف من مجموعة الخبراء ستكون كتابة دستور خارج سياق المحادثات الرئيسية التي عُقِدَت بين وفد الحكومة السورية واللجنة العليا للمفاوضات، علماً أن هذه اللجنة هي منصة التفاوض الجامعة للمعارضة السورية، مع أنها مجمدة إلى حد بعيد.
ومن المزمع أن يناقش الطرفان أربعة بنود على مدى أسبوع من المحادثات بما فيها هيئة انتقالية والمعتقلين والدستور، لكن هذه المناقشات تعثرت مع إصرار الهيئة العليا للمفاوضات على وجوب الموافقة على تخلي الأسد عن السلطة بانتهاء الفترة الانتقالية.
وتتركز معظم محادثات جنيف هذا الأسبوع على فكرة ديمستورا بتكليف مجموعة خبراء لوضع دستور جديد لسوريا، وتخشى الوفود من أن يؤدي الاقتراح عند إقراره إلى التأثير على أعمالهم.
وفي معرض دفاعه عن مهمته إزاء ادعاءات بأنها باتت تقف أمام طريق مسدود قال ديمستورا: “لا يكتب التاريخ بجداول زمنية مصطنعة أو هدف أو حلم أو رغبة، إننا نتعامل مع صراع من أعقد الصراعات في التاريخ، لكننا لن نكون سلبيين، إننا ننتظر اليوم الذهبي فقط”.
صحيفة الغارديان
الكاتب: باتريك وينتور. المحرر الدبلوماسي