عبد الغني الأحمد
يعيش الشارع الحلبي حالة من التخبطوالقلق بعد استمرار رصد النظام لطريق الكاستيلو لليوم الخامس على التوالي،وهذا ما جعل المواطن يتهافت إلى المحال التجاريةوالتموينية ليشتري ما يسد رمقه خوفاً من شبح المجاعة الذي حصل في مضايا والزبداني، وقد تزامن هذا مع ارتفاع أسعار الكثير من المواد، وبدء فقدان الكثير منها وعدم وجودها في السوق،وهي إما غير قابلة للتخزين كالخضرواتوالفواكه واللحوم،أو قليلة بالفعل كالسكر الذي أصبح ينادى بالأفيون لقلته، ومن المواد ما بدأت ترتفع أسعارها وتنفد بسبب الطلب الكبير ورغبة الناس بادخارها ظنًّا منهم بأنَّها ستساعدهم في حال طال الحصار، ومنها ما أصبح رهينة تحت يد من يسمون “تجار الأزمات” الذين قاموا باحتكار الكثير من المواد التموينية كالسمنة، والزيت،والمعلبات،أو المحروقات، فمثلاً أصبح طبق البيض عملة نادرة على الرغم من دخول عشرات السيارات قبل رصد الطريق بيوم أو يومين،وقد تبخرت هذه المادة منذ اليوم الأول من إغلاق الطريق،وينطبق ذلك على المحروقات التي وإن وجدت بقلة فإن أسعارها كبيرة جدا،وقد بدأت الحركة المرورية بالاختفاء فلا “سرافيس” ولا سيارات أجرة،أما الغاز فإنَّك تستطيع شراءه ولكن بشق الأنفسوبمبلغ كبير من الألوف، فبعد أن كانت أسطوانة الغاز بستة آلاف ليرة قبل إغلاق الطريق،ارتفعت إلى عشرة آلاف في اليوم الأول، وقد وصلت إلى 18 ألف هذا إن وجدت، وقد شهدت أسعار السجائر ارتفاعا هي الأخرى وبنسبة فاقت المئة بالمئة.
أما بالنسبة إلى الخبز فتشهد الأفران إقبالا كبيراوازدحاما خاصة بعد توقف الكثير من الجمعيات الإغاثية عن توزيع الخبز النصف مجاني والمجاني الذي كان موجودا وبكثرة في كل المكاتب الإغاثية، وتستفيد منه شريحة جيدة من المواطنين،مع العلم أنَّ المستودعات مليئة بمادة الطحين والمازوت المخزن، وقد وعدت بعض الجمعيات باستئناف عملها في اليومين القادمين.
وقد أصدر المجلس المحلي لمدينة حلب بياناً ناشد فيه المؤسسات والمنظمات الدولية لإخذ دورها للحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية في حلب إذا ما طال الحصار.
صحيفة حبر قامت بسؤال بعض المواطنين عن رأيهم بارتفاع الأسعار، وعمَّا إذا كانوا يعتقدون بأنَّ قطع الطريق سيستمر لفترة طويل أم لا:
أحمد فريق: “حلب ليست كمضايا أو الزبداني أو داريا؛ لأنها تختلف معهم في الطبيعة الجغرافية؛ ولأنَّ الثوار يملكون نقاط قوة كثيرة ستحول دون استمرار الحصار، أمَّا بالنسبة إلى ارتفاع الأسعار وفقدان المواد، فإنَّ هذا يعزى لعدم وجود رقابة من الجهات المعنية.”
محمد الباشا: “للأسف لم نكن نتوقع أن يحصل هذا النقص وهذا الاستغلال والارتفاع في الأسعار، ويجب على الناس أن يرحموا بعضهم البعض لكي يتحقق النصر، وكل هذا الضيق هو اختبار من الله تعالى، وإنها أزمة وستنتهي بإذن الله.”
إياد العارودة وهو صاحب بقالية صغيرة: “الطلب على المواد الغذائية كان كبيرا جدا ولم أستطع أن أشتري مواد لتعويض ما بعته لفقدان بعضها أو لارتفاع أسعارها.”
وقد صادف فريق حبر أثناء جولته إغلاق أحد محال بيع الدخان من قبل حركة نور الدين الزنكي لكثرة الشكاوى التي وصلت على صاحب المحل؛ لأنَّه قام برفع الأسعار بشكل فاحش.
وبعد لقائنا مع شريحة من المواطنين لاحظنا بأنَّهم يراقبون الأوضاع بأدق تفاصيلها،عين على الجبهات وما يحدث فيها من تطورات وأمل باستعادة الثوار للطريق،وعين أخرى على الواقع المعيشي الذي سيكون قاسيا في حال استمر قطع الطريق، في ظل عدم تدخل الجهات المعنية في محاسبة التجار المحتكرين.