يودع السوريون عامًا سابعًا في ذكرى الثورة ويستقبلون العام الثامن الأكثر دموية، تغيرت خلالها أحوال السوريين معظمها نحو الأسوأ، بعضهم تراجع وعاد إلى حضن الوطن، وآخرون تشبثوا بالثورة أكثر من قبل، أرواح كثيرة فقدوها ومنهم من هاجر أو سكن الخيام، وعشرات الآلاف في المعتقلات يعانون الويلات.
في 15/3/2011 كسر السوريون حاجز الصمت والخوف الذي رافقهم منذ ما يقارب 50 عامًا فخرجوا إلى الساحات مطالبين بالحربية وإسقاط النظام، في هذه الذكرى أجرت صحيفة حبر استبيانًا إلكترونيًا لآراء شرائح متنوعة من السوريين معظمهم من مدينة إدلب، وكانت النتائج بعد خمسة أيام كالتالي:
– من المسؤول عن انتكاسات الثورة خلال الأعوام الثلاثة الماضية؟!
أ-الفصائل العسكرية، ب-الجهات الداعمة للطرفين، ج-جميع الأطراف؟
اتفقت نسبة 55% من الإجابات على أن المسؤول عن تلك الانتكاسات هي جميع الأطراف، بينما رأى 30% بأن الجهات الداعمة لا ترغب بإنهاء الحرب في سورية حسب تطورات مصالحها، و15% فقط أجابوا أن الفصائل الثورية العسكرية هي المسؤول الأول عن انتكاسات الثورة.
– هل سيؤدي الاقتتال الفصائلي إلى حرب أهلية؟!
رأى 36% أن الاقتتال سيؤدي إلى أهلية، وهذا ما خططت له روسيا التي تعمل على إثارة الفتنة بين الفصائل، 47% من المشاركين أجابوا ربما من الممكن أن تكون حرب أهلية، واستبعد 17% مسألة الاقتتال بسبب صلات القرابة التي توجد بين الفصائل على الأقل.
– هل سيوقف التدخل التركي هجمات النظام ويمنع تقدمه؟!
70% من الإجابات أكدت أن الأمر اتفاق بين القوى المتصارعة على الأرض السورية، بينما وثق 21% أن دخول الجيش التركي سيمنع قوات النظام من التقدم، و9% فقط لم يجدوا من هذا التدخل فائدة.
– هل جاءت عملية غصن الزيتون لتحرير عفرين باتفاق مع روسيا مقابل الأراضي في ريفي إدلب الشرقي والجنوبي والغوطة الشرقية؟
85% من الإجابات وافقت أن هذا التقسيم هو اتفاق بين روسيا وتركيا، بينما 9% أجابوا أنه لم يكن اتفاقًا، و6% أجابوا أن التقسيم لا يهمهم.
– هل استمرار صمود الغوطة هو استمرار للثورة، لذلك يسعى النظام للسيطرة عليها بعد نجاحه في إثارة الاقتتال بين الفصائل في الشمال السوري؟
87% من إجابات المشاركين وافقت على أن الهجمة الشرسة أتت على الغوطة لأنها تمثل صمود السوريين خلال الأعوام السبعة الماضية، و13% استبعدوا أن يكون صمود الثورة من صمود أهل الغوطة.
– مليون شهيد والعالم لم يتعاطف مع الثورة والقضية السورية، والسبب هو وجود خلل ما هو برأيك؟ في المرسل (ناشطين واعلاميين) أو محتوى الرسالة، أو في مستقبلي الرسالة؟
43% رأوا أن مستقبلي الرسالة في أنحاء العالم لا يعنيهم ما يجري من مجازر في سورية، وعلق أحد المشاركين: “النظام حرف مسار الثورة من السلمية إلى المسلحة بذكاء ليكسب رأي العالم بأنه يحارب الإرهاب” بينما 46% يعتقدون أن الإعلاميين والناشطين لم يتمكنوا من إيصال محتوى رسالتنا غير مناسب فقال أحدهم: “الظهور بمظهر المستضعفين وأخطاء المراسلين في التوثيق الذي يحتوي مناظر الأشلاء والدم خطأ فادح، إذ إن الشعوب الأخرى لا تتقبل هذه المشاهد، وكان من الممكن التوثيق بالاستبيانات والإحصائيات”، بينما رأى 11% أن محتوى الرسالة لم يصل بالشكل الصحيح.
– النظام السوري هو من زرع الفصائل التي صنفت من قبل العالم بالإرهابية للقضاء على الثورة؟
74% من المشاركين على ثقة أن النظام هو من أدخل المتشددين ضمن الفصائل وتمكن من كسب رأي الغرب بأنها إرهابية، 16% من المشاركين أجابوا أن النظام لا دخل له.
– هل أنت مع التفاوض للوصول لاتفاق سلمي مع النظام، أم أنك مع استمرار القتال على الجبهات؟
77% مع التفاوض لإيجاد حل سلمي، وعلق أحد المشاركين: الحل السلمي هو الأفضل، إضافة إلى ضرورة التشبث بمبادئ الثورة في الحرية والكرامة”.
23% من المشاركين مع استمرار القتال على الجبهات حتى النصر.
– هل أنت نادم على تأييد الثورة بعد الاختراقات والتدخلات الخارجية التي تعرضت إليها وتقلص مساحات سيطرة المعارضة؟
8% نادمون على تأييد الثورة بعد الانتكاسات المتعددة التي تعرضت لها خلال سنوات الحرب، بينما 92% لم يكونوا نادمين على تأييدها رغم كل تلك الاختراقات والانتكاسات، مما يؤكد أن معظم السوريين في مدينة إدلب ما يزالون مستمرين بالمطالبة في الحرية وإسقاط النظام رغم القمع واستمرار الموت ومحاولات الكثيرين إفشالها.
– ماذا كسبت أو تعلمت خلال سنوات الثورة؟ هذا السؤال مفتوح للتعبير عن الآراء.
علق أحد المشاركين: “تعلمت أن إرادة الشعوب لا تقهر”، وكتب آخر” تعلمت أن أكون صاحب كرامة ومبدأ، وهذا الشيء جعلني أنام بالسجن شهورا وأفقد جزءاً من أذني، إضافة للشظايا والكسور التي لا تعد في جسدي”.
وكتب أحدهم: “لم نكن أحياء قبل الثورة إلا بالجسد، وإن جميع حقوقنا كانت ميتة لدرجة أننا كنا كالدمى المتحركة”
وختامًا قال مشارك: “لا معنى للحياة دون حرية، وماكنا نخوض فيه قبل الثورة ماهي إلا حياة الأنعام بل أضل سبيلا”