الدكتور عبد السلاميقول الله تعالى : ” وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ” البقرة (30)هذا تكريم للإنسان وإعلاء لشأنه وتمييز له على سائر المخلوقات، وشعوره بذلك يدفعه إلى مدّ يده لأخيه الإنسان يطلب عونه ومشاركته في رسالة الاستخلاف المنوطة بالجنس البشري كله. وبذلك يشعر الناس جميعًا بالأخوة والمساواة في عمارة الأرض، واستخراج كنوزها متحررين من النزعة الاستعمارية التي جرّت على البشرية ويلات الحروب والكوارث والدمار. إنَّ السمة البارزة في مجتمع ” عباد الرحمن ” والتي وردت في مقدمة وصفه، أنه مجتمع إنساني يتجه فيه الناس إلى رب واحد، لا أرباب مختلفة تتنازعها الأهواء والتقلبات فيتيه الناس ويشقون من أمزجتها المتقلبة. إنَّ الناس في مجتمع عباد الرحمن يشعرون بالكرامة الإنسانية، فيسيرون في الحياة بلين ورفق وقصد وهدف سيرًا يليق بالإنسان المستخلف الذي يشعر بالأخوة الإنسانية، وبآصرة العبودية لله ، فلا يستعلي على غيره ولا يستكبر، إنه يمشي على الأرض هَوْنًا باتزان وتواضع من غير ذلة وانكسار وضعف . شعاره ” السلام ” في تحيته وتعامله وسلوكه ” وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ” الفرقان (63)