لقيَ ثمانية عشر طالبًا مصرعهم في “كفر بطيخ” بريف إدلب من أصل 22 شخصًا في مجزرة خلفتها غارات من المقاتلات الروسية استهدفتهم في مغارة قريبة من المدرسة كانوا قد تحصنوا فيها خوفا من الطيران في 21/3/2018 كانت المجزرة الأحدث تاريخًا، فعشرات المجازر ارتكبها النظام وروسيا بحق الآلاف من الأطفال وهم على مقاعد الدراسة.
يواجه التعليم في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري كثير من الصعوبات والمخاطر طالما أن رحى الحرب مستمرة فيها، إلا أن القصف المتكرر للمدارس من قبل النظام وروسيا أكثرها صعوبة وربما تُكلف الطالب أو المعلم حياته أو فقد جزء من جسده، ورغم كل الظروف تستمر معظم المدارس في الشمال السوري في عملها وبإقبال جيد رغم المعوقات واضطراب الدوام بسبب خوف بعض الأهالي من إرسال أبنائهم إلى مدارسهم.
اكتظاظ المدارس وغياب دعم المنظمات الدولية
“محمد الحسين” معاون مدير التربية في إدلب قال في حديث لحبر: ” قلة الدعم المالي للتربية والمدارس يؤثر سلبًا على العملية التعليمية من حيث قلة وانقطاع رواتب الكوادر التعليمية وعدم قدرة التربية على تأمين الوسائل التعليمية والقرطاسية والخدمات اللازمة في المدارس، إضافة إلى أن النزوح المتكرر والتهجير للعائلات بما فيهم الطلاب والمعلمين خلق خللًا في التعليم بسبب الاكتظاظ في كافة المدارس والتباين في المستوى التعليمي بين الطلبة الأصليين والوافدين”.
مؤخرًا أصدرت مديريات التربية في كل من حلب وإدلب وحماة إلى المجمعات التربوية في المحافظات الثلاثة بقبول الطلاب المهجرين قسرًا من الغوطة الشرقية في المدارس بشكل عاجل بغض النظر عن أوضاعهم وثبوتياتهم، حيث وصل عدد المهجرين من الغوطة الشرقية حتى تاريخ 29مارس من العام الجاري أكثر من 24693 عائلة وفق منظمات، وما يزال العدد بازدياد.
من جهته اشتكى “الحسين” من نقص في الكتب المدرسية، حيث تأمين قسم منها عن طريق النظام وقسم آخر تمت طباعته في تركيا عن طريق اتفاق بين الحكومة المؤقتة والجمعية الخيرية القطرية وما يزال هناك عجز في تأمين كتب بعض المواد.
من جهة أخرى أوقفت الجهة المانحة لمديرية التربية دعم كوادر العاملين في المديرية عدا المعلمين بدعوى تدخل حكومة الإنقاذ في عملها إلا أن المديرية أصدرت بيانًا أوضحت فيه أنها مؤسسة مدنية ولا تتبع لأي حكومة أو فصيل، ويتابع العاملون فيها عملهم بشكل طوعي بالإشراف على النسق التعليمي خشية من تدهور الوضع التعليمي في المدارس.
مدارس كثيرة ماتزال خارجة عن الخدمة بسبب القصف حسب ما أصدرت اليونيسيف في تقرير لها قالت فيه: “نحو 2،6 مليون طفل في سورية لا يرتادون المدارس.” وقالت في بيان آخر: “هناك مدرسة مدمرة من بين خمس مدارس في مناطق المعارضة.” كما حذرت في تقريرها من أن اتساع دائرة العنف في سورية سيعرض ملايين الأطفال الآخرين لخطر التحول إلى “جيل ضائع” بسبب الحرمان من الحصول على المعرفة والمهارات اللازمة للنجاح في سن البلوغ، إلا أن تلك البيانات بقيت حبرًا على ورق، فالمنظمات الدولية كاليونيسيف لم تبذل جهودًا تذكر في مدارس المعارضة مقارنة بالدعم الذي تقدمه في المدارس التابعة للنظام السوري.
مدارس المنظمات
يتجه معظم المعلمين للعمل في المدارس التي تديرها المنظمات، حيث الرواتب أعلى من باقي المدارس التابعة للنظام أو التربية، إلا أن تلك الرواتب قد تتوقف في أي لحظة نظرًا للظروف السياسية الحرجة التي تمر بها البلاد، عدا أنها لا تعمل لشهور في عطلة الصيف.
مؤسسة “قبس” نموذجًا لأحد المؤسسات التعليمية التي تديرها منظمة “بنيان” تعتمد في مدارسها على التعليم ليس كمواد تعليمية نظرية وعملية فقط، إنما تعمل على تحسين المستوى التربوي للطالب عن طريق إدراج قيم ومهارات وأنشطة حياتية ضمن العملية التعليمية لم تكن موجودة في مدارس النظام” بحسب ما أكدت رشا حمامي مسؤولة المشاريع في مؤسسة “قبس”.
وأشارت “حمامي” إلى أن المؤسسة تستخدم وسائل تعليمية تحتوي تجهيزات تقنية تثري المناهج إضافة إلى المستلزمات العملية لكافة المواد خاصة الأنشطة بهدف توفير بيئة تعلم مناسبة للطالب، مؤكدة أن مدارس المؤسسة لا تتبع الكم في المناهج المحددة كما تفعل مدارس النظام، وإنما تعتمد على النوع من خلال قياس مستوى الطالب عن طريق الاختبارات منها aser”” في بداية الدورة ونهايتها ونحلل النتائج لمعرفة مدى تحسن الطالب والخروج من قيود المنهج الرسمي القياسي.
نشاطات لتنمية قدرات الطلاب
يتعرض الطلاب في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام لضغوط نفسية بسبب القصف المستمر وفقدانهم لأحد من آبائهم أو أقاربهم والتهجير، إضافة إلى تدني الوضعي المعيشي والاقتصادي لمعظم أسرهم، لذلك تعمل مديرية التربية على مشروع “التعليم الدامج” أي دمج الدعم النفسي مع المناهج التعليمية نظرًا للظروف الصعبة التي يمر بها كافة الطلبة، فكثير منهم يعاني من صعوبة في التعلم وإعاقات متنوعة تعرضوا لها خلال الحرب.
لذلك تتبع “قبس” وغيرها من المؤسسات التعليمية نشاطات متنوعة (حملات-ندوات-حفلات-معارض وغيرها) بهدف تنمية قدرات الطلاب والترفيه بهدف استمرار العملية التعليمية رغم كافة الصعوبات.