مضر الخطيب
ما بين أحرار الشام وهيئة تحرير الشام، وبين المحتل الإيراني وميليشياته، وبوساطة قطرية ودعم،
تمَّ الاتفاق الذي يسمى باتفاق المدن الأربعة، الذي يقضي بإخراج أهلنا في مضايا والزبداني وإخراج مسلحي وأهالي كفريا والفوعة.
هكذا كان النص العريض الذي سُلِّط الضوء عليه، ووجهت الأنظار إليه، وبرز إعلاميا، لكن تمَّ تعتيم وتهميش باقي بنود الاتفاق التي كانت هي القاسمة والقاتلة.
حيث قامت لجنة المفاوضات التابعة لما يسمى (جيش الفتح) التي تتكون بشكل رئيس من أحرار الشام وهيئة التحرير بإبرام هذا الاتفاق المسموم الذي أوضح لنا كلَّ الوضوح مدى الغباء والعبثية وعدم النضج السياسي والفكري والثوري.
200 مليون دولار كان النصيب المادي من الصفقة، قُسِّمت الملايين بين الأحرار والتحرير بحسب المعلومات الواردة.
هذا ما أُعلن لنا من المبلغ، لكن لم يتطرق أحد إلى المليار الذي كان من نصيب حزب الله الإرهابي الذي نكَّل وقتَّل وأوغل في دماء السوريين.
كلُّ هذا لا يعني أي سوري، فهناك مقولة مشهورة عندهم وهي (المصاري وسخ الدنيا) لم ولن نهتم بهذا المبلغ الزهيد الذي أعطي لنا مقابل صمود أهالنا وتضحياتهم وأرضهم والتهجير الممنهج الذي يسير في خطة التغير الديموغرافي في وطننا.
لكن هي طعنة في صميم ثورة الكرامة، لم يكن طاعنها عدوَّها الظاهر الأسد ومواليه وداعميه، بل كانت بيد من تولوا أمورنا وتاجروا بنا بلبوس الدين والجهاد.
لن نلتفت إليها فما هي إلا طعنة ليست بقاتلة، بعض ما يدعى بالأمراء القطريين الذي ذهبوا ليصطادوا في العراق على اعتباره موطناً آمنا وقعوا أسرى لدى الميليشيات الطائفية في العراق، أنا شخصياً لم أسمع بهم إلا عند هذا الاتفاق المشؤوم.
ماذا كان المقابل للإفراج عنهم؟ تهجير قسري جديد يضاف إلى قائمة المناطق المهجرة، وإخراج أسرى لنا من سجون الطغمة المجرمة.
هنا كانت فرحتنا وشوقنا للقاء أحبابنا وثوارنا الأوائل الذي غُيبوا في السجون لمدة أعوام، أولئك الثوار الذين أشعلوا الثورة بصيحاتهم، و أناروا الطريق بأفكارهم وهمِّهم، كدنا نطير شوقاً وفرحاً لأنَّهم سيعودون إلى حضن الثورة، وكنَّا نرى أملاً بتجديدها وإعادتها إلى مبادئها الأول.
لكن كان اللهو السياسي، وعدم النضج، و اللامبالاة، وغياب الفكر السياسي السليم، سيد تلك المفاوضات المشؤومة، حيث لم تسمح حكومة الحيوان ومفاوضوه بتحديد أسماء المعتقلين الذين سيتم إخراجهم، فاكتفى الطرفان بتحديد العدد فقط دون ذكر شروط أو قواعد تنظم نوع المفرج عنهم، فكانت الطعنة الثانية التي أصابت الوتين عند وصول أول حافلة (لأسرانا) كما كنَّا نحلم، لكن ما كان على متن تلك الحافلة إلا معتقلو الرواتب ومؤيدو هذه الطغمة من أبناء ديننا الذين هم أشدُّ خطورة علينا من الأعداء، نسأل الأول: كم لك في الاعتقال؟ يجيب: مضى شهران، والثاني ثلاثة، وبعضهم لم يكن لهم في السجن إلا يومان، اعتقلهم النظام بعشوائية منتقاة ليرسلهم لنا على متن هذه الحافلة، أمَّا تتمة العدد فضل البقاء عند النظام ليمارس حياته الطبيعية التي كان يعيشها قبل أيام من اعتقاله.
أرأيتم كم أنتم رخصاء؟! بعتم أرضكم ودينكم المزعوم بحفنة مال.
أرأيتم كم أنتم صغار وغير ناضجين؟! لقد تمَّ التلاعب بكم من قبل حكومة الحيوان.
أرأيتم شعارتكم ورايتكم كم هي غبية، وأنَّكم لا تستحقون نصراً؟!
أرأيتم رأي العين كم أنتم جاهلون لدينكم وللسياسة الشرعية؟!
إن لم تروا كلَّ هذا، فأعدوا العدة لتروا الملايين من الناس تقف طوابير أمام المليك العدل المقتدر لتحاسبكم على ما اقترفت أيديكم.
لا أملك ما أقول لكم يا صبية السياسة العابثين بمصير شعبي سوى
شاهت وجوهكم …. وتبت أياديكم