تهميش متعمد قبل الثورة وبعدها من قبل المنظمات، ومايزال يعاني منه أهالي ريف حلب الجنوبي باعتبارها منطقة عسكرية ساخنة، يفتقد فيها المدنيون لكافة الخدمات إلا ما ندر منها، حتى لأهم مستلزمات الإنسان كالصحية والتعليمية وغيرها حالها كحال العشرات من المناطق السورية نتيجة الاستهداف المتكرر لها من قبل قوات النظام على مدار سبعة أعوام، الأمر الذي أدى إلى تراجع الأمور الخدمية فيها بشكل كبير خاصة المشافي والمستوصفات.
ونتيجة النقص الحاد بالكوادر الطبية قام أبناء الريف الجنوبي من أطباء وصيادلة بالتعاون مع المكتب الطبي لريف حلب الجنوبي ومديرية صحة حلب الحرة بافتتاح “معهد الفارابي” التقني الطبي في قرية “أباد” بريف حلب الجنوبي بهدف تهيئة الكوادر الطبية
للمعهد، يقول القائمون عليه: إن هدفهم الحد من نقص الكوادر الطبية وتهيئة مراكز صحية جديدة من أجل سدِّ العجز في تلك المنطقة التي تحوي مئات الآلاف من المدنيين معدومي الدخل.
وبحسب الدكتور “إبراهيم خلّوف” مدير المعهد فإنَّ المعهد يقسم إلى قسمين: قسم قبالة وقسم تمريض، ومدة الدراسة فيه سنتان يتلقى الطلاب خلالها مواد علمية وتدريبات عملية، وبعد انتهاء المدة يحصل الطالب الذي أتم دراسته كاملة على وثيقة تخرج بحسب اختصاصه، حيث وصل عدد الطلاب إلى 35 طالباً بين ذكور واناث.
وأوضح خلوف أن الامتحانات في المعهد غير مركزية، وإنما يتم وضعها من قبل الإدارة، حيث تمت عملية اختبار الطلاب للفصل الأول بنجاح دون أي مشاكل خلال عملية التقديم.
وأشار الخلوف إلى أن المعهد لم يتلق أي دعم من جهات دولية أو محلية إنما بجهود من القائمين عليه، فجمعوا المجسمات وتجهيز المركز وتوزيع الملابس الخاصة على الطلاب بالإضافة إلى طباعة المحاضرات وتوزيعها بشكل مجاني على الطلاب بغية استمرار العمل في المعهد وتشجيع الطلاب على إكمال الدراسة فيه.
ويعتمد المركز على منهاج جامعة حلب الحرة ويأخذ الطلاب شهادة مصدقة من الجامعة بعد انتهاء عملية الدراسة فيه، وتستمر عامين بالنسبة إلى طلاب الفرع العلمي وبالنسبة إلى طلاب الأدبي تستمر لمدة عام ويأخذ الطلاب بموجبها شهادة خبرة.
ويرى القائمون على المعهد أن المبادرة لعلها تلقى رواجًا ويحصل المعهد على دعم يمكنه من افتتاح مراكز أخرى في الريف الجنوبي في محاولة لتغطية العجز في المنطقة.