افتتحت فعاليات ثورية كردية وعربية، صباح يوم الإثنين الموافق 23/8/2018 رابطةَ المستقلين الكرد في مدينة عفرين، بحضور ممثلين عن كافة الأطياف الثورية والحكومة السورية المؤقتة ممثلة بالدكتور “جواد أبو حطب” ونائبه الأستاذ “أكرم طعمة” والعديد من مسؤولي الحكومة ومجلس محافظة حلب الحرة وريف دمشق، إضافة إلى حضور شعبي تمثل بوجهاء المنطقة والمجلس المحلي وقيادات عسكرية بالجيش الحر والقوات التركية.
بدأ الافتتاح بدقيقة صمت على أرواح شهداء الثورة السورية وشهداء الجيشين السوري الحر والتركي، الذين ارتقوا خلال تحرير مدينة عفرين من إرهاب المليشيات الكردية،
ثم ألقى السيد “عبد العزيز تمو” رئيس الرابطة كلمةً تعريفية بالرابطة استهلها بالترحيب قائلاً: “نرحب بكم في عفرين مدينة زيتونة السلام مدينة التآخي والتعايش المشترك”، متوجهاً بالشكر باسم الرابطة لكافة الموجودين وإلى القوات التركية والجيش السوري الحر الذين كان لهما الدور والفضل الأكبر في تحرير المدينة.
وتعدُّ الرابطة تجمعًا كرديًّا وطنيًّا تطوعيًّا مستقلاً ينشط في الحقل السياسي والاجتماعي التنموي، ويضم مستقلين كرد من كافة الشرائح المجتمعية المؤمنة بالثورة السورية وأهدافها ومبادئها، وتهدف الرابطة لإيصال الصوت الكردي المستقل إلى مختلف المنابر المحلية والإقليمية والدولية.
وأضاف الأستاذ (تمو) لصحيفة حبر قائلاً: “إن إسقاط النظام بكافة رموزه الاستبدادية، وتفكيك أجهزة القمع الأمنية والعسكرية، وإجراء اصلاحات تضمن الخلاص من الفساد المنظم، هدف أساسي من مبادئ الرابطة وأهدافها الأساسية”
ودعا (تمو) إلى نبذ كافة أشكال التطرف والإرهاب، مشيراً إلى أن الرابطة أول من صنفت تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” ومليشيا حزب العمال الكردستاني بالمنظمات الإرهابية بداية العام 2013.
وعن وحدة سورية قال: “إننا نؤمن بوحدة واستقلالية سورية، ونؤكد على ضرورة تطبيق المساءلة والمحاسبة لكافة المجرمين، ونعمل في الرابطة على إيجاد سبل قانونية كفيلة بما يضمن العدالة وحرية الرأي والتعبير وحرية المعتقد واحترام حقوق الإنسان والعمل مع باقي الشركاء لتصويب السلم الأهلي واستمرار العيش المشترك”.
وحول الشأن الكردي بيّن ذلك (تمو) قائلاً: “تؤمن الرابطة بأن قضية الكرد السوريين قضية عادلة بامتياز، وبناء عليه تعمل على الإقرار بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي في البلاد إلى جانب حقوق كافة المكونات القومية والدينية الأخرى”.
ولفت رئيس الرابطة إلى إلغاء كافة المشاريع والمراسيم والسياسات التمييزية المطبقة على الأكراد في سورية ومعالجة آثارها، موضحاً أن الرابطة تؤمن بأن هويتها السورية لا تتعارض مع هويتها الكردستانية.
ونوّه (تمو) إلى مبادرة الرابطة في افتتاح مكتب لها في عفرين لممارسة نشاطها السياسي، والسبب أن سورية منذ خمسين سنة تعيش في حالة تصحر سياسي واستبداد حزب البعث، إذ لم يكن هناك أي نشاط سياسي سوى تأليه القائد وحزب البعث وتمجيده وإقصاء الرأي الآخر.
وأوضح رئيس الرابطة أن “سبعة أعوام في الثورة ولَّدت العديد من التجارب وعلى رأسهم الحكومة المؤقتة والائتلاف، ومن قبلهم المجلس الوطني السوري الذين بدورهما ابتعدوا كثيراً عن المواطن وهمومه ونشر التوعية السياسية وبناء الإنسان السوري الذي ثار من أجل حريته ضد الاستبداد لبناء سورية الجديدة التي نحلم بها بغض النظر عن الأشخاص ولونهم ودينهم وعرقهم وفكرهم السياسي، كما لم تدخل الأراضي المحررة ولم تمارس نشاطها السياسي في التوعية ونشر ثقافة التسامح، ونحن بدورنا سنقوم بها من خلال عملنا لكسب الأصوات”.
وأردف قائلاً: ” إننا كرد سورية نؤمن أن تركيا بلد شقيق وليست بلدًا عدوًّا.” مناشداً بدوره كافة المنظمات الدولية والمحلية للدخول إلى عفرين وإنشاء مكاتب فيها لتحسين جميع الأمور الخدمية والطبية في المدينة وريفها لبناء الإنسان، متوجهاً بالشكر لمنظمة IHH وبهار على الخدمات التي تقوم فيها في المدينة.
واختتم رئيس الرابطة حديثه: “إننا نطمح أن تكون عفرين نموذجًا للإدارة المدنية المتطورة، وسوف نعمل على ذلك بالتعاون مع كافة الإخوة الموجودين في المدينة”.