خلق الله سبحانه وتعالى البشر على مستويات مختلفة في الصحة والنشاط الحركي والجسدي والفكري، وتم إطلاق مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة على من يفتقدون إحدى الحواس التي تؤثر في حياتهم بدلا من لفظ كلمة معوق التي تسبب تأثيراً سلبياً عليهم.
في الفترة الأخيرة أصبحنا نرى زيادة في الاهتمام بهذه الفئة، حيث لجأت الكثير من المنظمات للعناية بهم ومراعاة شؤونهم تلبية لاحتياجاتهم، ومنهم منظمة صلات للتنمية التي افتتحت مركز العيادة الاستشارية المجاني بمدينة سلقين في ريف إدلب مساء يوم الأربعاء 11/4/2018
وفي تغطية خاصة لصحيفة حبر التقينا السيد أحمد معتوق المعالج الفيزيائي الذي تحدث عن سبب افتتاح المركز بقوله: “وجدنا حاجة ماسة لانطلاق العيادة لوجود الكثير من المعوقين المهجرين الذين لا يمتلكون القدرة على العلاج ولا يستطيعون دفع نفقاته، فأردنا أن نسهِّل عليهم أعباء كثيرة من المعاناة نتيجة الحرب وما خلفته من إصابات جسدية ونفسية.”
وتابع: “لوحظ مؤخرا إعاقات نفسية عند الأطفال جراء الحرب التي خلفت مشكلات سببها الخوف والتوتر الشديد والغازات السامة في الغوطة، ما سبَّب إعاقات ذهنية وجسدية، وفي بعض الأحوال أدَّت إلى بتر بعض أعضاء المصاب كاليد والساق.”
وحول علاج بعض الحالات ذكر المعالج معتوق: “بعض الحالات تمت معالجتها سابقا، منها طفل كان يرفض الدواء وليس لديه استعداد لاستقبال العلاج في معدته نتيجة التوتر العصبي، تم إجراء مساج الإراحة له، وهو لغة اللمس التي تعتبر من أقوى لغات التواصل مع المريض، حيث تتم ملامسة يد المعالج المختص لمكان ألم المريض ومحاكاتها ليطمئن الطفل ويستقبل الدواء والعلاج، وقد شُفي بفضل الله.
وقد عالجت سابقا أيضاً الطفلة التي بُترت ساقها في سقبا، كانت تقول سبقتني ساقي إلى الجنة بعد الدعم النفسي الذي قُدم لها والمعالجة فيزيائيا عن طريق ملامسة مكان البتر وتدليكه.”
والتقينا السيد محمد قرنفل مدير مكتب منظمة صلات: “العيادة تقدم الاستشارة المجانية بإشراف وإدارة المعالج أحمد معتوق المختص بسيكولوجية ذوي الاحتياجات، إذ تم تخصيص يومي الأحد والثلاثاء لاستقبال المراجعين من جميع المناطق من الساعة الخامسة حتى الثامنة مساء، وهدفنا مشروع تطوعي لنقدم الخدمات لمجتمعنا بإمكانية محدودة وأدوات بسيطة.”
وأضاف: “ما يميز العيادة عن غيرها أنها استشارية تقدم التوعية وكيفية التعامل مع هؤلاء الأشخاص، فإن كانوا بحاجة إلى معالجة فيزيائية تتم معالجتهم، وإن اضطر الأمر إلى طبيب عصبية أو عظمية يتم تحويلهم.”
الأشخاص الذين يعانون من إعاقة كالعجز والقيود التي تعيق حركتهم وصعوبة التأقلم مع المجتمع من حالات توحد أو متلازمة دارون أو عسر القراءة او قصور الانتباه وفرط الحركة والتليف الكيسي على سبيل المثال يمكن إدراجهم ضمن الإعاقات الجسدية أو النفسية، لكن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الفكر التي لا تتقبل وجود أولئك في المجتمع، فكثيرا ما نرى لدى ذوي الاحتياجات قدرات ذكائية خارقة قد يفتقدها الأشخاص السليمين.