باسل إسماعيل |
(الآزولا) نبات فريد من نوعه يعدُّ مصنعًا يساعد في الحدِّ من تغيير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان، ويوفر الأسمدة الحيوية والأعلاف الحيوانية والغذاء والطاقة المتجددة في أي مكان في العالم.
المزارع (أيمن إبراهيم) المُهجَّر من مدينة حلب إلى ريف إدلب الشمالي، تمكن من الحصول على نبتة (الآزولا) بعد عدة محاولات مريرة من أجل زراعتها في المناطق المحررة، يقول لصحيفة (حبر): “جلبت تلك النبتة من أقرب دولة عربية وهي مصر بعد بحث متواصل عنها، حيث تم شحنها عبر أحد الوسطاء من مصر إلى تركيا عبر البحر، وبعدها عبر الحدود التركية السورية إلى المناطق المحررة.”
يشرح (إبراهيم) بعض التفاصيل عن النبتة، حيث إنها تنتمي إلى جنس السرخس الأكثر دراسة في العالم بسبب أهميته الاقتصادية، وينتج الدونم الواحد طن يوميًا، ويُزرع مرة واحدة بالعمر، ويعطي إنتاجًا مدى الحياة، ويستخدم بشكل متزايد في الإنتاج المستدام لأعلاف الماشية.
ويضيف بأن “نبتة (الآزولا) غنية بالبروتينات والأحماض الأمينية والمعادن المفيدة لإطعام الأبقار والبط والدجاج والأرانب، وتدخل في تغذية الماشية، حيث يمكنها المساعدة في زيادة وزن الدجاج وإنتاج الحليب والبيض، وهي غذاء للكثير من الأسماك، وتعد من الأعلاف الصديقة للبيئة؛ لأنها تمتص الملوثات البيئية كالمعادن الثقيلة والمركبات الهيدروكربونية، ويُنظر لها عالميًا على أنها خيار واعد لتنظيف مياه الصرف الصحي.”
ويتابع (إبراهيم): ” لقد أثبتت (الآزولا) كفاءتها في الانتشار والتوزيع والتكاثر، ولهذا تم تسميته بالعلف الدائم مدى الحياة، فهي تُزرع مرة واحدة فقط.”
وعن طريقة زراعة (الآزولا) يوضح لنا: “يتم تجهيز حوض الزراعة بعمق 20-30سم في أي مساحة متوفرة في مكان يصل إليه ضوء الشمس بشكل مباشر أو غير مباشر، ويفضل الضوء غير المباشر، وعمل مظلة بسيطة من القماش الأبيض في الأماكن المفتوحة؛ لتفادي ارتفاع درجة الحرارة، ويتم تبطين الحوض بالمشمع ورفع جوانبه على جوانب الحوض؛ لمنع تسريب المياه، وهذا خطر جدًا عليها، حيث إنها لا تتحمل الجفاف، ثم يتم وضع طبقة طينية داخل الحوض بارتفاع 1-3سم وتكون مخلوطة بسماد سوبر فوسفات أو سماد بلدي بشرط أن يكون جافًا تمامًا وخاليًا من أي أعفان حتي لا تكثر البكتريا الضارة التي قد تؤذي بعد ذلك الحيوانات التي سوف تتغذى على الآزولا.”
ويختم (إبراهيم) حديثه بالقول: إن (الآزولا) بديلاً مناسبًا عن الأعلاف من حيث الثمن والفوائد، وبعد تجربته لاحظ القيمة الغذائية لها، وليس لها أي انعكاسات سلبية على المواشي مقارنة بباقي أنواع الأعلاف، حتى إنها أصبحت أكثر رواجًا وانتشارًا لمربي المواشي وأصحاب المداجن من ناحية تخفيف الأعباء الاقتصادية عليهم.