تقرير: شريف فارستطورات جديدة شهدتها مدينة حلب المحررة في الفترات الأخيرة بين الثوار وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستانيحيث قامت وحدات الحماية الشعبية الكردية بفتح معبر بينها وبين قوات الأسد في حي الشيخ مقصود من دون موافقة الثوار في مدينة حلب، ويعتبر حي الشيخ مقصود ذا أغلبية كردية، ويشرف على طرق استراتيجية في مدينة حلب أبرزها طريق الكاستيلو ودوار الجندول الشريان الرئيس لأحياء حلب المحررة.قامت وحدات الحماية الشعبية بقطع الطريق وقنص المارة من المدنيين، واستهداف بعض السيارات والشاحنات العابرة، مما تسبب بحرقها فحصلت اشتباكات متقطعة بين وحدات الحماية والجيش الحر.مما استدعى الثوار في حلب إلى تشكيل غرفة عمليات خاصة لبحث الخيارات والحلول الواجب اتباعها، كما عقد اجتماع موسع بين غرفة عمليات فتح حلب وحزب العمال الكردستاني وتضمن الاتفاق عدة بنود أهمها تعهد الحزب بعدم فتح معبر بري مع مناطق قوات الأسد في حي الشيخ مقصود، وعدم استهدافه طريق الكاستيلو، وتأمين عبور المدنيين.وقضى الاتفاق بإتاحة طريق آمن للمدنيين الأكراد للخروج والدخول من الحي، بالإضافة إلى تسوية أوضاع المعتقلين لدى الطرفين، وتشكيل لجنةشرعية لحل قضية مدينة عفرين الكردية ومعابرها مع مناطق الأسد.حيث صرحت غرفة عمليات فتح حلب أنها هدفت من خلال الاتفاق إلى حقن الدماء.لكن الاتفاق لم يستمر أربعا وعشرين ساعة بسبب استمرار حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني بفتح معبر الشيخ مقصود ورصد الطريق العام بين حلب وريفها وقتل بعض المدنيين المارين في هذا الطريق.وبعد خرق الحزب الكردستاني للاتفاقية قالت غرفة عمليات فتح حلب: “سنُخضع من يدخل من معبر حي الشيخ مقصود للتحقيق” وذلك عبر بيان أصدرته الغرفة طالبت من خلاله المدنيين بعدم الدخول عبر معبر حي الشيخ مقصود. وأضافت “فتح حلب” أن حزب العمال الكردستاني “يتلبس لبوس الثورة ويخدم بشكل أو بآخر نظام الأسد”.وقد أرجعت القوات الكردية فتح المعبر إلى أغراض إنسانية، إلا أن مراقبين قالوا إنها تفتحه لإدخال ميليشيات الأسد الأجنبية والشبيحة إلى الأراضي المحررة بهدف إحداث خلل عسكري فيها.بدوره أصدر المجلس المحلي لمدينة حلب بياناً حول الوضع في حي الشيخ مقصود، واعتبر خلاله أن الأحداث الأخيرة مؤسفة، وطالب بالتعقل وتغليب مصلحة الوطن على ما وصفها بالمصلحة الفئوية الضيقة.وتشهد الأن مدينة حلب ترقباً حذرا من قبل كافة الثوار بعد نقض الاتفاقية من قبل حزب الكردستاني ويستمر الثوار بتأمين الطريق الرئيس الذي يعتبر المنفذ الوحيد لمدينة حلب نحو أريافها والمدن الأخرى من خلال رفع سواتر ترابية لحماية المارة من الاستهداف برصاص القناصات التابعة للأكراد.والجدير بالذكر استمرار عمل المعبر باستقبال المدنيين الراغبين بالخروج من المناطق المحررة إلى مناطق سيطرة النظام وبالعكس وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل قوات الأسد. وخروج مظاهرات في معظم أنحاء مدينة حلب المحررة تندد بأفعال الحزب الكردستاني وترفض فتح المعبر مع قوات الأسد.