تمر الحرب السورية بمرحلة مفصلية بعد مؤتمر سوتشي الذي يشير إلى توافق الدول الضامنة (روسيا – إيران – تركيا) على المستقبل الدستوري لسورية دون أي دور لبشار الأسد الذي وزّع مناطق سيطرته الرئيسية مناصفة بين المحتلين الروسي والإيراني لقاء ما قدموه له.
وبعد عام ونصف من غيابه عن شاشات التلفزة يظهر اليوم رأس النظام السوري بشار الأسد ليلقي كلمة خلال استقباله رؤساء المجالس المحلية من جميع المحافظات السورية، وذلك تزامنًا مع قصفٍ لقواته على أرياف إدلب وحماة وارتكاب مجازر بحق مدنيين.
تضمنت الكلمة عددًا من المحاور التي ركز عليها خلال خطابه، أبرزها أن بلاده تخوض اليوم 4 أنواع من الحروب، عسكرية، وحرب وسائل التواصل الاجتماعي وحرب الفساد وحرب الحصار.
كما أشار إلى: “أن انتخابات الإدارة المحلية أثبتت فشل رهان الأعداء على تحويل سوريا إلى دولة فاشلة، وإجراء الانتخابات المحلية في موعدها يثبت قوة الشعب والدولة، نحن أمام فرصة لنقلة نوعية في عمل الإدارة المحلية ستنعكس على جميع مناحي الحياة”.
وأكد الأسد في كلمته أن: “الوحدات المحلية أصبحت أكثر قدرة على تأدية مهامها دون الاعتماد على السلطة المركزية”، مضيفًا، ” توسيع شراكة المواطن مع مؤسسات الدولة في صنع القرار واقتراح الحلول، وتوسيع حوار بين مختلف أطياف المجتمع يخلق التعاون ويعزز الانسجام بين مكوناته”.
كما أضاف أن: “عدد الكفاءات العلمية تضاعف عدة مرات بسبب توسع التعليم وأن إطلاق المشاريع التنموية بشكل محلي سوف يتكامل مع المشاريع الاستراتيجية للدولة وهذا بحد ذاته استثمار أمثل للموارد المالية والبشرية”.
وقال: “اليوم يندحر الإرهاب ومع كل شبر يتطهر هناك عميل وخائن ومرتزق يتدمر لأن رعاتهم خذلوهم، مشيرًا، إلى أن البعض رهن نفسه للبيع وتم شراؤه ورغم كل ذلك لم يحقق المهام التي طلبها منه داعموه”.
ولفت الأسد، إلى أن “الوطن له مالكون حقيقيون لا لصوص.. الوطن له شعب يعتبر وطنه كالروح، والسبيل الوحيد للتراجع عن الضلال هو الانضمام إلى المصالحات وتسليم السلاح للدولة”.
وأضاف الأسد، ” العامل الأساسي الذي أبطأ عودة اللاجئين هو أن الدول المعنية بملف اللاجئين هي التي عرقلت عودتهم، ملف اللاجئين تم تحضيره قبل عام من الحرب بهدف خلق معاناة إنسانية وإدانة الدولة السورية، نعمل على إعادة كل نازح ومهجر ترك منزله بفعل الإرهاب متابعًا، تمكنا خلال العام المنصرم من إعادة عشرات الآلاف من اللاجئين ولن نسمح لرعاة الإرهاب باستغلال ملف اللاجئين كورقة”.
وركز الأسد، “نحن أمام الجيل الرابع من الحروب وهي الأنترنت وبصفحات ظاهرها وطني ولكن في الحقيقة هي مواقع خارجية، والوضع الحالي يتطلب الحذر الشديد نتيجة فشل الأعداء عبر دعم الإرهاب وعبر عملائهم لأنهم سيسعون لخلق الفوضى من داخل المجتمع السوري”.
منوهًا إلى أن “التحدي الأساسي هو تأمين المواد الأساسية للمواطن والذي تواجهه صعوبات يفرضها الحصار، وإعادة بناء العقول وإصلاح النفوس هو التحدي الأكبر وليس إعادة إعمار البنية التحتية”.
معتبرًا أن، العملية السياسية لم تحقق شيئاً حتى الآن لأن الدول المعتدية والداعمة للإرهاب مازالت مصرة على عرقلة أي عملية جدية مثل سوتشي واستانا، وأن الدستور غير خاضع للمساومة.. لن نسمح للدول المعادية أن تحقق عبر عملائها الذين يحملون الجنسية السورية أيا من أهدافها، ومستقبل سوريا يقرره حصرا السوريون، مشيرًا إلى أن، الأمم المتحدة دورها مرحب به إذا كان مستنداً إلى ميثاقها”.
واعتبر الأسد، أن أردوغان أجير صغير عند الأمريكان، والمنطقة الآمنة التي يعمل عليها التركي هي نفسها التي حاول إنشاؤها منذ بداية الأزمة في سوريا، ولمن يراهن على الأمريكي لن يحميكم الأمريكي بل سيقايض عليكم ولن يحميكم سوى الجيش العربي السوري”