دائمًا ما نشعر أن الوقت قصير، وضيق جدًا، كربطة العنق بالنسبة إلى الموظفين والأعمال التي يؤدونها، وتتكرر في كل يوم الحاجة إلى فسحة إضافية، قليلاً من الوقت فقط لكي ننجز أعمالنا ولا ندخل في دوامة التأجيل الذي ما إن بدأ، لا يكاد يتوقف.
ولكن هل هذا الأمر حقيقي، هل هناك أعباء فعلاً فوق طاقة الوقت الذي نملكه، أم أننا نحن من يخلق هذه الأعباء عادةً، ونحن من يستجلب الفوضى وعدم التنظيم إلى أوقاتنا؟!
عادةً ما تكون الأعمال المطلوبة خلال اليوم لا تتجاوز ثلثي الوقت المخصص للعمل، إلا في بعض الحالات القليلة، حيث نعاني من ضغوط حقيقية في العمل، أو عند بعض الأشخاص الذين توكل إليهم مهام كثيرة، ولكن ما يجعلنا نتخيل أن هناك أعباء كبيرة هو أحد هذه الأمور:
– ضغط العمل المؤقت: عندما تأتينا أوقات فيها ضغط عمل حقيقي، تُخلف وراءها الحاجة للراحة، والفوضى في التنظيم؛ لأن الشخص يشعر بأن الأعمال القليلة التي تأتيه فيما بعد من السهل إنجازها، ممَّا يدفعه لتكديسها حتى تصبح عبئًا حقيقيًا، أو يأتي بعد فترة من التكديس ضغط عمل مفاجئ، ممَّا يُشعر المرء بالإرهاق المتكرر وعدم القدرة على الإنجاز والتنظيم، وعدم كفاية الوقت.
– المهام غير الواضحة: تلعب المهام غير الواضحة دورًا كبيرًا في الشعور بالعبء، وبأننا لا نملك الوقت للإنجاز، ولكن الحقيقة بأننا لا نعرف تمامًا ما نود إنجازه، لذلك لابدّ من أخذ وقت لجعل المهام أكثر تحديدًا.
– المهام غير المتناسقة: أحيانًا يكون لدينا مهام قليلة، ولكن ننفذها بشكل غير متناسق، ممَّا يضيع كثيرًا من الوقت بينها، كوضع الاجتماعات بين فترات إنجاز المشروع، وكذلك الزيارات، وغير ذلك …
– الضغط الإداري: أحيانًا يشكل الضغط الذي يمارسه المديرون أحد أبرز المشتتات التي تجعل الموظف غير قادر على الإنجاز بسبب كثرة الإلحاح، أو عدم الرضا والتذمر المتكرر، وعدم مساعدة الموظف لينجز عمله بطريقة سهلة وسلسلة، وعشوائية الطلبات الصغيرة أثناء القيام بمهام تحتاج تركيزًا ووقتًا.
– المشاكل النفسية والضغوطات الاجتماعية: التي ربما تشغل الموظف عن التفكير بعمله، وتشتت ذهنه، وبالتالي يشعر أنه لا يملك الوقت للإنجاز.
– الصعوبات المُتوهَّمة حول العمل: أحيانا تكون الأعمال سهلة ما إن تبدأ بها، ولكن تخيل الصعوبة عنها تجعلك تأجل القيام بها، ممَّا يراكمها عليك، وتصبح صعبة حقيقة، وتشكل ضغطًا على التفكير.
– أخيرًا الأعباء المنتظرة: وهي أوهام حول مهام وصعوبات ستأتي، تجعل الشخص يفقد تركيزه بانتظارها، أو توقعها، وقد لا تكون حقيقية أبدًا، أو قد يقوم الشخص باختراعها خارج نطاق اهتماماته فقط لأنه دائم التفكير بها ويريد التخلص منها، أو إيجاد أعذار حقيقية لعدم الإنجاز تتمثل بانشغالات لا تنتهي.
في النهاية كل تلك الأعباء يمكن إداراتها، وليست حقيقية إذا استطاع الإنسان التعامل معها بهدوء وتنظيم جيد.
المدير العام | أحمد وديع العبسي